ایکنا

IQNA

أكاديمي وباحث ديني إیراني:

مراسم الأربعين مقدمة لتحقيق المدينة الفاضلة الإسلامية

9:30 - August 03, 2025
رمز الخبر: 3501169
طهران ـ إکنا: قال عضو هيئة التدريس في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران: "لا يمكن تصور الحضارة الإسلامية الحديثة دون الالتفات إلى الحضارة الإسلامية السابقة، ويمكن أن تكون مراسم الأربعين الحسيني مقدمة لتحقيق المدينة الفاضلة الإسلامية التي أسّسها النبي الأكرم (ص) في المدينة المنورة".

وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام "الشیخ حميد رضا مطهري"، عضو الهيئة العلمية في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران، في الجلسة الأولى من سلسلة ندوات "الأربعين والحضارة الإسلامية الحديثة" التي عُقدت في قاعة الشهيد "سليماني" للاجتماعات بالمعهد، أثناء مناقشة العلاقة بين الأربعين والحضارة الإسلامية الحديثة.

وأضاف: "إن تناول الأربعين والحضارة الإسلامية الحديثة هو أحد أهم عناصر تكوين الحضارة الجديدة، والنظرة التاريخية إلى هذا الموضوع ضرورية، على الرغم من أن النقاش حول الحضارة الإسلامية الحديثة في السنوات الأخيرة انحصر غالباً في الجوانب النظرية، إلا أنه لا يمكن تصور الحضارة الحديثة دون الالتفات إلى تاريخ الحضارة الإسلامية وسوابقها"، مبيناً أن "الحضارة الحديثة يجب أن تُبنى على أسس الحضارة الإسلامية السابقة".

واعتبر حجة الإسلام والمسلمين مطهري أن موضوعي الحضارة والأربعين موضوعان تاريخيان، قائلاً: "يجب أن نلقي نظرة على التاريخ ونقارن ذلك مع الوضع الحالي لمسيرة وزيارة الأربعين."


إقرأ أيضاً:


وأردف عضو هيئة التدريس في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران مبيناً: "إذا اعتبرنا ذروة الحضارة الإسلامية الحديثة هي تشكيل المدينة الفاضلة أو المدينة المثالية الإسلامية، فإن ذلك يتطلب الالتفات إلى مدينة النبي(ص)."

واستطرد قائلاً: "كان النبي الأكرم (ص) يسعى لتحقيق المدينة الفاضلة، ويمكن القول على الأقل إن مقدمات هذه المدينة المثالية قد تشكلت في العصر النبوي.

وفيما يتعلق بوضع الأربعين في العصر الحالي، قال: "في الطرق المختلفة المؤدية إلى كربلاء والنجف، وكذلك في هاتين المدينتين، يتواجد الزوار بأمان كامل ولا يوجد أي شعور بانعدام الأمن، وهذا النظام والأمن بحد ذاته علامة على القدرة الحضارية الهائلة للأربعين".

أسس الحضارة الإسلامية الحديثة في مرآة الأربعين

وأشار عضو الهيئة العلمية في معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية، في شرحه لدور مراسم الأربعين في تشكيل الحضارة الإسلامية الحديثة، إلى أربعة مكونات أساسية وقال: إذا اعتبرنا الهدف النهائي للحضارة الإسلامية الحديثة هو تشكيل المدينة الفاضلة الإسلامية، فإن الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هي إرساء الأمن.، وهي نقطة يمكن ملاحظتها بوضوح في زيارة الأربعين.
مراسم الأربعين مقدمة لتحقيق المدينة الفاضلة الإسلامية
وأضاف أن أول إجراء في حكومة النبي (ص) كان إرساء الأمن للمجتمع الإسلامي الناشئ، بحيث اليوم في طرق زيارة الأربعين، يتواجد الزوار بشعور كامل بالأمان، وإذا ترسخ هذا الأمن فيمكن اعتباره خطوة مهمة نحو تحقيق المدينة الفاضلة الإسلامية.

واعتبر حجة الإسلام والمسلمين مطهري المكون الثاني هو الإنفاق والمحبة، مبيناً: في المناطق الحدودية والمدن المرتبطة بالأربعين، تظهر روح الإنفاق والتعاطف، ولكن يجب أن يستمر هذا السلوك بشكل مؤسسي ومستمر في المجتمع الإسلامي، لأن النبي الأكرم (ص) اعتبر هذا العمل أمراً إلهياً.

وأوضح أن المكون الثالث هو الوحدة والتقارب الإسلامي، وقال: أكد النبي (ص) والأئمة (ع) مراراً على التضامن بين المسلمين وحاولوا تقليل التعصبات القومية والقبلية، مضيفاً: "على الرغم من أن التعصبات القومية لم تختفِ تماماً إلا أن الأجواء العامة في المدينة النبوية كانت بحيث تم تأسيس التقارب الإسلامي، ويمكن ملاحظة هذا التقارب اليوم في مراسم الأربعين بشكل واسع وبحضور مختلف الأعراق والجنسيات والمذاهب بحيث يشارك بعض غير المسلمين في هذا التجمع".

ووصف المكون الرابع بالعدالة، قائلاً: "إن العدالة كانت إحدى أهم سمات الحكم النبوي التي تجلت في أوجها في مدينة النبي(ص)، كما أن العدالة تلعب دوراً لا غنى عنه في الحضارة الإسلامية الحديثة ويجب أن تحظى باهتمام خاص".

captcha