ایکنا

IQNA

أكاديمي عراقي في حوار لـ"إکنا":

للإمام الرضا(ع) دور بارز في الحفاظ على الهوية الإسلامية من الضياع

10:22 - October 09, 2021
رمز الخبر: 3482835
بغداد ـ إکنا: أكد الأكاديمي العراقي والأستاذ المساعد في جامعة "ذي قار"، "الدكتور ستار قاسم عبدالله" أن للإمام الرضا(ع) دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية الاسلامية من الضياع وذلك عن طريق الجدل الفكري، مشيراً الى أن الامام(ع) فقد إنماز بتمكنه من أدواته المعرفية التي استطاع من خلالها مجادلة الخصوم.

للإمام الرضا(ع) دور بارز في الحفاظ على الهوية الإسلامية من الضياع

وتصادف 30 صفر المظفر ذكرى إستشهاد الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) الامام الثامن من ائمة أهل البيت(ع) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

وتولى الإمام الرضا عليه السلام (148 - 203 هـ) الإمامة بعد استشهاد أبيه الكاظم (ع) واستمرّت إمامته حوالي 20 عامّاً. له ألقاب عدة أشهرها الرضا، وكنيته أبو الحسن الثاني، ولد في المدينة المنورة سنة 148 هـ، واستشهد بسمٍّ دُسَّ إليه في العنب أو الرمان، في طوس سنة 203 هـ، ودفن في مدينة مشهد المقدسة(شمال شرق ايران)، وصار مرقده مزاراً يقصده الملايين من مختلف البلدان.

وعُرف عند أهل زمانه بالزهد والعبادة والإحسان للمستضعفين، غير أنّه اشتهر بسعة علمه ومعارفه؛ وذلك لتَفَوَّقه على جميع من ناظره من مختلف المذاهب والأديان، وهذا ما كشفته مناظراته، التي كان يقيمها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان، لعلّه يتمكن من إثبات أنّ أئمة أهل البيت (ع) ليس لديهم علم لَدُنّي كما هو المتداول عند شيعتهم ومواليهم.

وفي هذا الصدد، ولتسليط الضوء على السيرة الأخلاقیة والعلمیة والسیاسیة للإمام الرضا علیه السلام، أجرت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) حواراً مع الاستاذ المساعد في كلية العلوم الاسلامية  التابعة لجامعة "ذي قار " جنوبي العراق "الدكتور ستار قاسم عبدالله". 

فيما يلي النص الكامل للحوار:

كيف تقيمون السيرة التقريبية للامام الرضا (عليه السلام)؟

إن للامام الرضا(عليه السلام) دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية الاسلامية من الضياع وذلك عن طريق الجدل الفكري فقد انماز الامام(ع) بتمكنه من أدواته المعرفية التي استطاع من خلالها مجادلة الخصوم، فقد شهد عصره هجمات الأفكار الالحادية والزندقة وكذلك سعى الامام(ع) جاهداً للحفاظ على القرآن والسنة النبوية الصحيحة فقد وقف في وجه محاولات التحريف والدس المشبوهة وقد عرف الامام(ع) بسعة علمه وكثرة معارفه ظهر ذلك واضحاً من خلال تفوقه على جميع من حاول التجريب في مناظرته من مختلف الأديان والمذاهب ويتجلى هذا في مناظراته التي كانت تعقد في مجلس المأمون بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان ومما عرف عن الامام(ع) أيضاً زهده وعبادته وإحسانه الى المتعففين.

ما هي الظروف السياسية والاجتماعية التي عاش فيها الامام الرضا(ع) وما هي الدروس التي علمتنا حياته الاجتماعية؟

ليس بخاف على كل مطلع أن فترة امامة الامام الرضا(ع) كانت الأمة تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي فضلاً عن التحولات الفكرية التي حدثت ابان هذه الفترة فقد حدثت في هذه المرحلة الثورات والاضطرابات، والامام(ع) في كل هذه التحولات الفكرية والسياسية كان سلاحه الكلمة الهادفة التي من خلالها يعالج معظم القضايا والمشاكل التي كانت تواجه الأمة، فالامام(ع) لم يتحرك بالسيف لوأد أي محاولة فكان طريقه الى قلوب الناس هو الكلمة التي من خلالها يفضح زيف المؤسسة السياسية الحاكمة في ذلك الوقت المتمثلة بحكومة بني العباس بشخص المأمون العباسي وقد تمكن الامام(ع) من كشف زيف الخلافة لدى جمهوره وسحب الشرعية منهم وتثبيت مسألة الامامة وفيما يخص الجانب الاجتماعي فقد قام الامام(ع) بمواجهة الانحرافات التي ابتليت بها الأمة والتي عمل بنو العباس جاهدين من أجل اغراق المجتمع فيها في سبيل افساده من أجل صرف نظرهم عن التفكير في اصلاح ما فسد من عمل المؤسسة السياسية فكان دور الامام(ع) تربية الأمة على القيم الأخلاقية التي تتفق مع ما يريده الشرع الاسلامي الحنيف ونبذ كل المحاولات التي تحاول تشويه المنظومة الفكرية للامام الرضا (عليه السلام) وهذه هي مهمة الأنبياء والأئمة الأطهار(عليهم السلام) في سبيل النهوض بواقع الأمة المتردي في ظل حكومات لاتنصاع الى شرع الله المتمثل بالاسلام الحنيف.

كيف تقيمون دور وتأثير الامام الرضا(ع) في النهوض بمكانة الامامة والشيعة؟

كان الامام الرضا(عليه السلام) مدركاً تماماً خطورة المرحلة التي تمر بها الأمة في فترة إمامته وما كان يحاك من مؤامرات ودسائس الغرض منها اضعاف هذا الخط -أقصد خط الامامة-فقد قام المأمون بمحاولات شتى في هذا السبيل، لكن العناية الالهية كانت حاضرة دوماً الى جانب الامام تحوطه بعنايتها في كل خطوة يخطوها ومن هنا سعى الامام(ع) الى تثبيت مسألة الإمامة في داخل البيت الشيعي وذلك بالرغم من محاولات التشكيك من بعض الفرق المنحرفة عن التشيع وقد اعتمد الامام(ع) في هذا عدة وسائل منها مثلاً اظهار الجانب العلمي في مختلف صنوف المعرفة وكذلك تشجيعه أتباعه على السعي في طلب العلم والمثابرة عليه وكذلك تشجيعهم على الدخول في المواقع الحكومية وبهذا تتعزز هيبتهم ومكانتهم الى الحد الذي لم يتمكن السلطان ومن تحوطه عنايتهم من تفرقتهم.

للإمام الرضا(ع) دور بارز في الحفاظ على الهوية الإسلامية من الضياع

كيف تقيمون دور الامام(ع) في إرساء أسس تكوين الحضارة الاسلامية؟

كان الامام(ع) يسعى الى تثبيت دور الامامة كما انه كان يسعى على كل المستويات وبكل ما أوتي من قوة في سبيل الحفاظ على الخط العام فكرياً وعقائدياً واجتماعياً فقد سعى الامام الرضا(ع) بكل الوسائل الممكنة للحفاظ على خط الامامة فقام بنشر العلوم المختلفة من خلال إعداد التلاميذ في مختلف العلوم المتاحة في عصره هذا الفعل المعرفي يتيح لأتباع هذا الخط أن يتسلحوا فكرياً لمواجهة التحديات التي تمر بها الأمة في تلك المرحلة الحساسة من تأريخها.

ما هو رأيكم حول أسلوب التعامل الارتباطي للامام الرضا (عليه السلام) مع أتباع بقية الأديان؟

كان الامام(عليه السلام) يملك رصيداً شعبياً واجتماعياً فضلاً عن رصيده المعرفي والفكري من خلال زعامته الفكرية فلقد تسلم الامام(عليه السلام) المسؤولية والامامة فقام بنشاط لم يكن اعتيادياً فقد كان يتصل مع مجادلين ومتكلمين ويهود ومسيحيين ممن كانوا يشكلون بداية خطر فكري على العالم الاسلامي وكان في كل مناظراته التي أجراها بحضور المأمون تكون له الغلبة ويقر له بذلك العدو قبل الصديق وبهذا استطاع الامام(ع) أن يؤسس لعقيدة راسخة.

captcha