وأشار إلی ذلك، المحلل السیاسي العراقي، "الدكتور حیدر البرزنجي"، في حدیث خاص لوکالة "إکنا"  للأنباء القرآنية الدولية حول آخر تطورات الساحة السیاسیة العراقیة وفي معرض ردّه علی سؤال ما هي أهم السیناریوهات المطروحة لتشکیل الحکومة العراقية الجدیدة؟

وقال إن ما نشهده في العراق حالیاً هو تکملة لسیناریوهات رسمتها الولایات المتحدة الأمریکیة منذ إحتلال العراق ثم إنتقلت إلی داعش ثم رسمت کل هذه المحاولات والإستراتیجیات ولم تنتهی حتی بدأت بتقسیم العراق والإستفتاء الذي جری في إقلیم کردستان العراق وأرادت من خلاله تقسیم العراق إلی ثلاثة أقسام ولکنهم فشلوا.

وأضاف أنهم بعد إنتصار العراق في معرکة داعش والوصول إلی مرحلة من الإستقرار الأمني الآن یریدون له أن یتجه نحو الفوضی.

نتائج الانتخابات العراقية

وحول نتیجة الإنتخابات العراقیة ویشوبها من تسائلات، أردف قائلاً: الیوم هناك أدلة واضحة وصریحة علی أن الإنتخابات تم تزویرها وتزییفها وإعترض مجموعة کبیرة من الطیف الواعي العراقی من الکرد والشیعة والسنة وإن الإعتراض علی نتائج الإنتخابات کان یستند إلی أدلة واقعیة ومیدانیة.

وإستطرد البرزنجي في معرض ردّه علی  أن البعض یعتقد أن هناك تدخلات خارجیة في الإنتخابات العراقیة وهذا ما ولّد الرفض لدی بعض الأطیاف السیاسیة العراقیة ما مدی صحة ذلك؟ قائلاً: نعم هناك دلیل قانوني قائم علی أن هناك تدخلاً وهجمةً سیبرانیةً علی الأدوات الإلکترونیة الغیر مرئیة في الإنتخابات العراقیة.

وأکد الدكتور حيدر البرزنجي أنه لدینا نظام إلکتروني من السهل إختراقه وبناء علی هذه الأدلة التي قدمتها الکتل السیاسیة السنیة والشیعیة والکردیة إلی المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق هناك تزویر واضح ولکن المفوضیة لم تکترث.

وتسائل المحلل السیاسي العراقي لماذا نقول إن هناك هجمة سیبرانیة علی الإنتخابات في العراق؟ ثم أجاب قائلاً: لأننا نعلم أن الإدارة الأمریکیة في العراق وأدواتها الداخلیة تحاول أن تنهی وجود الکتل السیاسیة الداعمة للحشد الشعبي و تحاول أن تنهي وجود الحرکات السیاسیة ذات البُعد الجماهیري للحرکات الإسلامیة المتواجده.

محاولة إغتیال رئیس الوزراء العراقي

وفي معرض ردّه علی سؤال حول ما زعم رئیس تحالف "الفتح" العراقي بأن هناك طرفاً ثالثاً یقف وراء محاولة إغتیال رئیس الوزراء العراقي من أجل خلط الأوراق وخلق فتنة ما مدی دقة هذا القول؟ قال طبعاً الهجوم علی رئیس الوزراء العراقي هو أمر مدان.

وأکد أننا لانتحدث عن شخص رئیس وزراء بل عن منصب رئیس وزراء الذي هو من الضروري أن یتم الإهتمام بسلامة السیادة العراقیة والکل صدر بیانات والطرف الثالث هو إما أن تکون الولایات المتحدة الأمریکیة هي التي تقف خلف محاولة الإغتیال أو أن هناك جهات داخلیة ترید أن تذهب بالعراق إلی الفوضی.

وأردف قائلاً: ربما جهة قریبة من رئیس الوزراء العراقي قامت بذلك دون علم الرئیس حتی تخلق تعاطفاً مع ما حدث مع المتظاهرین وتعطي طابعاً من العراق علی أنه غیر مستقر وهناك تهدید أمني لسلامة رئیس الوزراء وهناك إنتهاك لسیادة العراق.

وتحدث عن ردّ فعل الولایات المتحدة الأمریکیة علی محاولة الإغتیال الفاشلة، قائلاً: علی ضوء هذا الحدث طرح الرئیس الأمریکي بأنه سیتدخل لحمایة السیادة العراقیة وهذا من المضحك وجاءت لتعطینا دلیلاً واضحاً علی أن الولایات المتحدة مشترکة في هذه العملیة لأنها لو کانت حقیقة ترید أن تحفظ سلامة العراق وسیادته لما قامت بالعمل الإجرامي فی حادثة المطار الألیمة والقصف الذي أودی بحیاة نائب رئيس الحشد الشعبي "أبومهدی المهندس" وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني "الفريق الحاج قاسم سلیماني" وهي تقصف دائماً القوات العراقیة والحشد الشعبي دائماً.

وشرح الدكتور البرزنجي أن الفرقاء ذهبوا في تحلیلهم من الطرف الثالث بإتجاه تشکیل لجنة تحقیقیة تضمّ جمیع الأطراف وقبل یومین تم الإجتماع مع الإطار التنسیقي للرئاسات الثلاث حیث تحدث زعماء الفصائل بالوجه المباشر للسید الکاظمي وقالوا له بأننا لدینا حرمة في عدم إستهدافك وهذه الحرمة نقلها السید الخاقاني نقلاً عن السید الخامنئی وبالتالي نحن أناس متشرعون ولم نستهدفك قطعاً.

وتسائل من الذي له مصلحة في إستهداف رئیس وزراء العراق ومن المستفید ومن الخاسر؟ قائلاً: طبعاً الخاسر هو فصائل المقاومة الإسلامیة لأن مباشرة تم توجیه الإتهام لها وتم توجیه الإتهام إلی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لكن ايران بينت أن هذه فتنه.

دور المرجعية الدينية العليا

ولدی تقییمه دور المرجعیة الدینیة العلیا في العراق فیما یحدث في هذا البلد حالیاً وفیما حدث قبل الإنتخابات حیث دعت إلی المشارکة في الإنتخابات النيابية في العراق، قال: إن المرجعية الرشیدة سماحة السید علی السیستاني(مدّ ظله العالی) هو صمام أمان للعراق وللعراقیين وکذلك هذه الدعوة جاءت بإستشعار سماحة السید السیستاني بأن الخطر کبیر وقادم وهو لا یقل خطورة عن تحدیات داعش الإرهابیة وبالتالي عندما دعا السید السیستانی إلی الدعوة إلی المشارکة في الإنتخابات کان یعلم علماً یقینیاً بأن هناك خطورة کبیرة علی ما حدث ونتائج ما یحدث.

وإستطرد مؤکداً بأن خطوات المرجعیة خطوات مهمة وضروریة وإن المرجعیة تنظر بدقة إلی ما یحدث وتعلم اذا لم یکن هناك توافق سیاسي في العملیة السیاسیة سوف یذهب العراق بإتجاه الإنهیار أو إلی ما سامح الله یذهب بإتجاه الإقتتال الشیعي ـ الشیعي وهذا ما تریده الولایات المتحدة الأمریکیة.