وأشار إلی ذلك، المحکم الأردني، والمشرف علی لجنة المحکمین الخاصة بمسابقة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الدولیة الـ 38 للقرآن، "الشیخ الدكتور سمیح أحمد خالد عثامنة"، في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا).
وفي معرض تقییمه لاقامة مسابقات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الدولیة الـ 38 للقرآن الکریم في ظل تفشي جائحة کورونا، قال إن إنعقاد مثل هذه المسابقات الکبیرة بهذه الحلة القشیبة وبهذا الوجه الحضاري المشرق والعالم بأسره ما زال یعاني من جائحة کورونا فإن إنعقاد هذه المسابقة بحدّ ذاته یعتبر إنجازاً کبیراً.
وأضاف أن الکثیر من الدول لاشك أنها أرجئت هذه المسابقات حتی تنتهي هذه الجائحة لکن القرار الجرئ الذي إتخذته الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة کان قراراً حکیماً.
وأکد الشيخ الدكتور سميح عثامنة أن هذا ینمّ و یدلّ علی مدی إهتمام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بالقرآن الکریم وأنه لابدّ من مواکبة کل تطور في الحیاة، موضحاً أنه دلیل علی أنه لا یثنینا عن إقامة مثل هذه المحافل ومثل هذه المسابقات أي جائحة کانت مؤکداً ألحمدلله الأمور میسرة ووسائل التواصل کذلك میسرة فلاعذر لأحد أن یتوقف عن مثل هذه المسابقات.
وفي معرض ردّه علی سؤال حول ما إذا کانت المسابقة تتأثر لتنظیمها بطریقة إفتراضیة وأن ینعکس ذلك علی جودتها وعلی مستوی أداء المتسابقین، قال: لاریب ولاشك ولایختلف في ذلك إثنان بأن اللقاء الحضوري لا یوازیه أي حضور آخر إفتراضیاً أو غیر ذلك وکما جاء في الأخبار لیس المخبر کـ المعاین.
وأوضح مبیناً: "عندما تلتقي الوجه بالوجه وتستمع مباشرة إلی هذا القارئ وهذا الحافظ وتنظر مباشرة إلی مخارج الحروف وتنظر إلی کیفیة النطق بهذه الحروف هذا له أثر في تقییم أداءه فلا شك أن الحضوري هو أفضل من الإفتراضي".
وإستطرد قائلاً: لکن لا نقف مکتوفي الأیدي حتی تذهب الجائحة ونقول سنعقدها متی ما إنتهت، نعقدها ونتغلب بإذن الله تعالی علی الکثیر من الأخطاء أو من الخلل الفني أثناء التسجیلات.
وأشاد الشیخ عثامنة بالتنظیم الإلکتروني للدورة الـ 38 من مسابقات إیران الدولیة للقرآن الکریم، قائلاً: خیراً فعلت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بأنها من باب التیسیر علی القراء والحفاظ سجلت قراءات هؤلاء القراء والحفظة في القنصلیات وسفارات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في مختلف بقاع الدنیا".
وأردف مبیناً أن هذا یسر کثیراً وسهل علی القارئ أن یقرأ بإتقان وبتمعن ومن هنا بفضل الله تعالی عندما کنا نستمع إلی تلاواتهم قلما تجد خطأ فنیاً أثناء التلاوة إلا بسبب إنقطاع الشبکة أو ضعفها أو إنقطاع النت.
وفي معرض ردّه علی سؤال ما مستوی دقة المعاییر التي تستخدم في تقییم المتسابقین، قال: أولاً نحن نعتقد ونجزم بأن العدالة المطلقة لا تکون الا لله وحده سبحانه وتعالی ولجان التحکیم تبذل قصاری جهدها في أن تکون عادلة وأن تکون منصفة في تقییم أداء کل متسابق.
وأضاف المحکّم الأردني أن المعاییر التي تستخدم هنا في المسابقات القرآنية الدولية في الجمهوریة الإسلامیة الايرانية هي من أدقّ المعاییر وخطوات التحکیم في العالم الإسلامي.
وأردف مبیناً أن الذي یزیدها دقة وموضوعیة هو أنها تقسم حقول التلاوة إلی لجان مجموعة من المحکمین فهناك مثلاً ثلاثة محکمین لجودة الحفظ وثلاثة محکمین في الوقف والإبتداء وثلاثة محکمین للصوت ومثلهم للفصاحة أو مثلهم للتنغیم وهکذا.
وأشار الى أن کل فریق متفرغ فقط لتقییم المتسابق فیما أوکل إلیه من مهام فألذي أوکل إلیه مهمة الوقف والإبتداء لاینظر أبداً إلی جودة الحفظ ولا ینظر أبداً إلی التنغیم ولاینظر أبداً إلی الصوت ولا إلی غیر ذلك أو أحکام التلاوة بینما یتفرغ فقط للوقف والإبتداء فهذا یکون یعني یؤدي إلی دقة متناهیة بإذن الله تعالی في تقییم هؤلاء المتسابقین بینما نری أنه في کثیر من المسابقات الدولیة أو في جلّها و غالبها بأن المحکم الواحد یحکم في جودة الحفظ ویحکم في أحکام التلاوة ویحکم في الصوت ویحکم في الأداء ویحکم في الأداء ویحکم في التنغیم ویشتت ذهنه ما بین أن یحکم هنا أو یرصد الأخطاء التي وقع بها القارئ في هذا الحقل أو في ذلك الحقل.
بینما هنا هذا التقسیم الموضوعي یؤدي إلی دقة وشفافیة کبیرة بإذن الله تعالی فیها العدالة التي نرجوها.
وحول التنوع في فروع المسابقة وفي فئات المتسابقین التي تشتمل علی الطلاب والمکفوفین والکبار قال: إن ما قامت به الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة متمثلة في الأوقاف والشئون الخیریة حقیقة أمر جلل وإنجاز کبیر لم تسبق إلیه في جمیع دول العالم.
وأضاف أن هذا التناغم والعدالة بین مختلف شرائح المجتمع ما بین الصغیر وما بین الکبیر وما بین الکفیف وما بین المرأة أو الفتاة أو طالبة المدارس هذا یعطي إنطباعاً بأن القرآن الکریم هو رسالة الله سبحانه وتعالی للخلق أجمعین أولاً ولجمیع الفئات ولا یقتصر علی عمر معین کما هو الحال في کثیر من المسابقات الدولیة تنحصر في فئة معینة.
وفي معرض تقییمه للمسابقات وملاحظاته علیها وإقتراحاته لتعزیز مستویها قال: "من حیث الإعداد نحن في کل سنة نجد بفضل الله تعالی تطوراً وتمیزاً وتألقاً في تنظیم وحسن إعداد هذه المسابقات، من حیث التحکیم فاللجان أقرت لها المعاییر من سنوات مضت وکانت مثالاً یحتذي في الکثیر من المسابقات التي تعقد في الدول العربیة والإسلامیة والصدیقة أما في التفاوت في المتسابقین فلا شك أنك تجد هناك من یتمیز في الأداء وتجد هناك من لدیه ضعف في الأداء وهذا أمر لا تخلو منه مسابقة أو فئة".
وقال المحکم الأردني والمشرف على لجنة المحکمین الخاصة بمسابقة إیران الـ 38 للقرآن إن ما یجب أن ننبه إلیه هو أنه لا یجوز أن نقارن بین قارئ وبین حافظ للقرآن الکریم حفظ القرآن الکریم في مکة أو في المدینة أو في مصر أو في دولة متألقة لدیها إهتمام وإمکانیات في تعلیم القرآن الکریم لا یجوز بحال والمنطق والعقل لا یقبل بذلك أن نقارن بین هؤلاء الحفاظ الذین تعلموا في مثل هذه البلاد وبین من حفظ وقرأ في البلاد الفقیرة أو في إفریقیا أو في البلاد التي إستقلت عن الإتحاد السوفییتي فلابد من أخذ هذا بعین الإعتبار ولا لوم علیهم لضیق الإمکانات.
وفي معرض حديثه عن تنظيم نهائيات المسابقات القرآنية الدولية في إیران مع ذكرى المبعث النبوي الشريف، قال الدكتور عثامنة: إن اختيار هذا التأريخ المبارك وهو السابع والعشرين من شهر رجب الذي قد اجتمعت فيه مناسبتان جليلتان، المناسبة الأولى وهي ذكرى البعثة النبوية الشريعة، هذه البعثة التي أول ما نزل من السماء "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" وهو الشعار الذي تحمله هذه المسابقة, وخير ما فعلت الجمهورية الاسلامية الايرانية في اختيار هذا الوقت المناسب لأنه يتناسب مع نزول القرآن الكريم ونزول القرآن يتناسب مع حفظه وهذا هو هدف هذه المسابقة، وزادت الحُسنى بالحُسنى الأخرى بأنه بعد ما حدث مع النبي الأعظم(ص) في غزوة الطائف كان من تكريم الله لهذا النبي العظيم أسري به في ليلة الاسراء والمعراج فجاءت هذه الفكرة متزامنة مع ذكرى البعثة وكـأن هذه المسابقات جمعت بين الحُسنين بين ذكرى البعثة النبوية الشريفة وبين ذكرى الاسراء والمعراج وهذا أعتبره في قمة التوفيق من الله سبحانه وتعالى للقائمين على هذه المسابقات.