ایکنا

IQNA

الإنسان والمعاناة والحیاة

0:07 - May 10, 2022
رمز الخبر: 3485875
طهران ـ إکنا: قیل إن دخول الجنة هو جزاء المعاناة في الدنیا. وهذا يعدّ من الآراء المعروفة التي تمّ طرحها لتحمل معاناة العالم من المنطور الديني والالهي، ولکن ألیس هناك طریقة أخری نحو الجنة؟

الإنسان والمعاناة والحیاة

وتحدث عن ذلك، رجل الدین الإیراني والخبير في مجال الكلام الاسلامي، "الشیخ رضا برنجکار"، في محاضرة له بالندوة التحضیریة لمؤتمر "الشریعة العملیة". 

وقال إن الشریعة العملیة تعمل علی التحکم بالمعاناة التي یشعر بها الإنسان وإدارتها موضحاً أن الشريعة العملية يستخدم التعاليم النظرية ولا يبحث عن إجابات للأسئلة اللاهوتية، وهذا التوجه في الشریعة یعمل کـ الطب إذ یعثر علی الألم ویقوم بمعالجته. 

وأضاف أن هناك مبادئ في الشریعة الإسلامیة منها توحید البارئ العادل الحکیم والقادر وثانیاً الإیمان بالمعاد وثالثاً فناء الدنیا وبالتالي فإن الهدف من الحیاة هو الکمال، ولا يمكن تحقيق الكمال بدون قوة الإرادة والتجربة والمشقة والمعاناة، كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ35 من سورة "الأنبياء" المباركة: "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ".

وأشار الشیخ برنجکار إلی أن الخیر والشر ربما یعمل أحدهما ضد الآخر وبالتالي یؤدی هذا الصراع إلی سعادة الإنسان أو شقاءه كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ216 من سورة "البقرة" المباركة وهي "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

فلسفة العقوبة الالهية

وقال إن العقاب الإلهی یهدف إلی صحوة الإنسان وإعادته إلی الصواب، وفي هذا الاطار جاء في الآية الـ41 من سورة "الروم" المباركة "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".

ويعود سبب بعض العقوبات الالهية الى فساد الانسان نفسه، لكن الهدف النهائي من هذه العقوبات هو عودة الانسان إلى الله، وبالطبع المعاناة التي ليست للعقاب لها أيضاً حكمة، مثل الحكمة العامة، وقياس درجة الإيمان، وأحياناً الارتقاء الروحي للإنسان.

الردّ على الذي لا يريد معاناة العالم ولا الجنة

قد يقول البعض إننا لا نريد معاناة العالم ولا الجنة. أولاً، من السهل الحصول على الجنة، ولكن حتى لو لم تكن الجنة، فنحن نفضل "الحياة" مع المعاناة واللذة على عدمها. كل البشر ، حتى الملحدين، يعيشون في المعاناة، ومن بين الملحدين القليل منهم فقط ينتحر.

وفي هذا العالم، أمامنا خياران؛ أحدهما هو السعي لزيادة الملذات وتقليل المعاناة، والآخر هو الاحتجاج واليأس عند المعاناة، ولكن إذا وضعنا الله سبحانه وتعالى في المعادلة، فإمكاننا أن نضيف الوعد بحياة أفضل في عالم آخر.

captcha