ایکنا

IQNA

توتر في المسجد الأقصى مع بدء اقتحامات المستوطنين

12:08 - May 29, 2022
رمز الخبر: 3486171
القدس ـ إکنا: اقتحمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين صباح اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل "مسيرة الأعلام" المقررة اليوم في القدس المحتلة.

اقتحمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين صباح اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل "مسيرة الأعلام" المقررة اليوم في القدس المحتلة، بينما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشعب الفلسطيني إلى النفير وشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإفشال ما وصفته بمخططات الاحتلال التهويدية.

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت فجر اليوم باحات الأقصى من جهة المصلى القبلي تمهيداً لاقتحامها من قبل المستوطنين.

وسمحت شرطة الاحتلال لعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير باقتحام باحات المسجد الأقصى صباح اليوم بعد أن منعته لعدة أسابيع.

وقبل اقتحامه للأقصى، أكد بن غفير في تصريحات للإذاعة العبرية إن تهديدات حركة حماس تشجعه أكثر، قائلاً "هل نقوم بإغلاق دولة إسرائيل بسبب تهديدات حماس؟ اليوم يهددون في الأقصى وغدا باب العامود ويافا واللد وتل أبيب".

واعتدت شرطة الاحتلال بالضرب على عدد من المصلين في باحات الأقصى وأخرجتهم بالقوة من المسجد.

وقالت مراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المسجد القبلي وتحاصر المعتكفين داخله لتأمين اقتحامات المستوطنين.

وأضافت أن قوات الاحتلال اعتلت أسطح المسجد القبلي ومنعت دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى منذ صلاة المغرب أمس السبت.

كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين والمصورين الفلسطينيين من دخول الأقصى وهددتهم بالاعتقال.

في المقابل يقوم الفلسطينيين الذين نجحوا في الدخول للمسجد منذ أمس بالتكبير وأداء صلاة الضحى في ساحات المسجد الأقصى للتشويش على اقتحام المستوطنين.

وقالت مصادر للجزيرة إن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يدير بنفسه عمليات تأمين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة.

وأعلنت شرطة الاحتلال حالة الطوارئ القصوى ونشرت آلاف الجنود لتأمين اقتحامات المستوطنين ومسيرة الأعلام، كما قامت بشن حملة اعتقالات استباقية طالت عشرات الشبان الفلسطينيين، كما أصدرت قرارات بإبعاد مئات الشبان المقدسيين عن المسجد الأقصى.

ويعتزم آلاف المستوطنين المتطرفين تنظيم مسيرة يحملون فيها العلم الإسرائيل للاحتفال بما يسمونه "توحيد القدس" في الذكرى السنوية لاحتلال القدس الشرقية.

دعوة للنفير

في المقابل، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشعب الفلسطيني إلى النفير وشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال التهويدية.

وقالت الحركة في بيان لها أمس السبت "ليكن يوم الأحد هبة جماهيرية واسعة لشعبنا وأمتنا، في كل أماكن وجودهم دفاعا عن القدس والأقصى".

كما ناشدت الأمتين العربية والإسلامية وقادة الحكومات وشعوبها باعتبار "يوم الأحد، بمثابة اليوم المقدس لإفشال مخططات الاحتلال التهويدية كونها مسؤولية تاريخية".

وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن "هناك خيارات عديدة لمواجهة مسيرة الأعلام والتصدي لمحاولات تدنيس الأقصى".

وأضاف هنية أن "الأمة والشعب والمقاومة متأهبون وجاهزون للتعامل مع التطورات في القدس".

وأكد أن "أهل القدس هم رأس الحربة"، وأن الضفة وأراضي 48 "امتداد مفتوح على جميع المستويات"، وأن "غزة ستبقى الدرع والسيف" وفق تعبيره.

وقال "نتعامل مع احتلال طال زمانه وحان زواله والفعل المقاوم انطلق مبكرا وما زال لتحقيق الحرية والعودة وإعلان القدس عاصمة لكل فلسطين".

ورأى أن "الاحتلال يريد أن يجعل من مسيرة الأعلام محطة لتخطي منجزات معركة سيف القدس وتجاوز البيئة التي أعقبت هذه المعركة"، وتابع "نقول بوضوح إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، والمسجد الأقصى حق لنا وملك أيدينا".

ويوم أمس أيضا قال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن على قادة الاحتلال إعادة النظر في مسيرة الأعلام قبل أن يدفعوا مستقبلهم السياسي ثمنا لذلك، وعليهم ألا يجربوا المقاومة مرة أخرى، وفق تعبيره.

و"سيف القدس" اسم أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية على معركة تصدت فيها لعدوان عسكري شنته إسرائيل ضد غزة استمر 11 يوما، بين 10 و21 مايو/أيار 2021، وأسفر عن استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين.

أوسع دعوة للتصعيد

من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن إصرار إسرائيل على مسيرة الأعلام المزمع إقامتها اليوم الأحد، يمثل "أعمق وأوسع دعوة للتصعيد".

وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أمس السبت، إن "إصرار الحكومة الإسرائيلية على مسيرة الأعلام الاستفزازية واقتحامها للقدس الشرقية وأحيائها أعمق وأوسع دعوة للتصعيد ولدوامة العنف في المنطقة، تلبية للأيديولوجيا اليمينية الظلامية المتطرفة وبرامج المستوطنين التهويدية التوسعية".

وحملت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "برئاسة المتطرف (رئيس الوزراء) نفتالي بينيت، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكات وجرائم المستوطنين المتواصلة في الضفة الغربية، والتي تهدد بتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها وتؤدي إلى صراعات دينية لا يمكن السيطرة عليها".

كما حملت الوزارة المجتمع الدولي، المسؤولية عن "تقاعسه في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في تعامله مع القضايا الدولية".

وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش الإسرائيلي وسّع دائرة نشر منظومة القبة الحديدية في عدة مناطق، وأن تل أبيب تتحسب أيضا لاحتمال إطلاق صواريخ من جنوب لبنان تزامنا مع مسيرة الأعلام.


يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قرر أمس الأول الجمعة الإبقاء على مسيرة الأعلام الإسرائيلية بالقدس الشرقية بمسارها المحدد.

وأكد بيان صادر عن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن مسيرة الأعلام لن تمر من باحات المسجد الأقصى، في حين أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة دخول غرفة عملياتها المشتركة في حالة انعقاد دائم لمراقبة التطورات.

خطيب الأقصى يدعو لإجبار الاحتلال على إلغاء "مسيرة الأعلام"

حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من خطورة وتداعيات تنظيم "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية التهويدية، مشددا على ضرورة إجبار الاحتلال على التراجع عنها. 
 
وبالتزامن مع بدء اقتحامات المسجد الأقصى، وتحضير المستوطنين لبدء المسيرة، قال الشيخ صبري لـ"عربي21"، إن "هذه المسيرة سبق أن ألغيت بسبب استفزازاتها وتحديها للمقدسيين، خاصة أنهم يأتون إلى باب العامود الذي هو مكان تجمع المقدسيين". 

وعن خطورة هذه المسيرة التهويدية، أوضح الشيخ صبري أن المستوطنين المشاركين في هذه المسيرة "يطلقون الشعارات الجارحة بحق العرب من مثل "الموت للعرب" "علينا الانتهاء منهم" وغيرها". 
توتر في المسجد الأقصى مع بدء اقتحامات المستوطنين
وشدد على رفضه ورفض أهل القدس لهذه المسيرة التهويدية، موضحا أن "سلطات الاحتلال حولت مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية". 

وكشف لـ"عربي21"، أن "سلطات الاحتلال بدأت في حملة اعتقالات للشباب والنشطاء من أهل القدس يوم الخميس الماضي، إضافة للتضييق على المصلين القادمين للصلاة في المسجد الأقصى بسحب هوياتهم، وكل هذا من أجل تسيير هذه المسيرة". 

وحمل صبري، "حكومة الاحتلال الإسرائيلي تبعات ما يترتب على هذه المسيرة"، وقال: "هل يتراجع الاحتلال عن تنظيم هذه المسيرة أم يستمر في ضلاله وعناده؟". 

وعن عزم قادة الاحتلال تنظيم هذه المسيرة رغم تهديدات المقاومة والعديد من التقديرات التي تحذر من تداعيات هذه المسيرة الاستفزازية، قال خطيب الأقصى: "هم يريدون أن يثبتوا أن حكومة الاحتلال الحالية قوية وليست هشة، كما أن هذه الحكومة (برئاسة نفتالي بينيت) تسعى لتثبيت وجودها من خلال هذا التحدي". 

وانتقد بشدة الموقف العربي الرسمي الذي "لم يتدخل ويضغط على الاحتلال" لمنع هذه المسيرة، منوها إلى أن الشعب الفلسطيني يقوم بواجبه تجاه القدس والمسجد الأقصى ولكن "ضمن إمكاناتهم، ولا أحد يعرف كيف ستسير الأمور". 

المصدر: وكالات

captcha