ایکنا

IQNA

قارئ لبناني لـ"إکنا":

العائق في البُعد عن النشاطات القرآنية إننا لا ندرك عظمة هذا الكتاب

21:32 - June 06, 2022
رمز الخبر: 3486269
بيروت ـ إكنا : صرّح القارئ اللبناني "محمد السبلاني" أن العائق في البُعد عن النشاطات القرآنية إننا لا ندرك عظمة هذا الكتاب ولا نعطيه أهميته تلاوةً وتدبراً وتطبيقاً، فعندما تكون منزلة القرآن في قلوب المسلمين مهمة عندها ستنشط النشاطات القرآنية بشتى أنواعها.

قارئ قرآن يصرّح أن العائق في البعد عن النشاطات القرآنية إننا لا ندرك عظمة هذا الكتاب ولا نعطيه أهميته تلاوة

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني "محمد السبلاني"حيث بدأ بالتعريف عن نفسه قائلاً: "أنا من بلدة تسمى "شمسطار" من البقاع  اللبناني، بداية طفولتي ونشأتي كانت في الضاحية الجنوبية في منطقة بيروت من مواليد 1993م".

 وأضاف: "ترعرعت في أسرة متدينة وفي أجواء مدارس "المهدي" حيث بقيت فيها من الصفوف الأولى حتى الثانوية، وبعد ذلك تركت الدراسة لفترة ثم عدت لأدخل في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية في الأونيسكو بإختصاص الأدب العربي  دخلت في سنة 2016 وتخرجت في سنة 2021 بشهادة ماستر أولى، ولا أزال أطمح إلى إكمال مساري العلمي".

وصرّح: "كل هذا والقرآن رفيقي، في البيت كنت أرى أبي يقرأ القرآن يومياً وأسمعه وخصوصاً في شهر رمضان في أوقات السحر فأجتهد لأفعل مثله، وأختم القرآن كما يفعل، وفي المدرسة  كنت أهتم بقواعد التجويد وحفظ المقاطع التي نأخذها أسبوعياً من خلال ساعات الدين، بالإضافة إلى الإستماع  لقراء القرآن أمثال "محمد صديق المنشاوي" وكنت أعمل على تقليدهم، هذا كله في مرحلة الطفولة وفي مرحلة التكليف وقبل العمل التخصصي والاحترافي من عمري شاركت بدار للقرآن الكريم في المدرسة للنغم والصوت، وعندها بدأت بإكتشاف موهبتي التي كنت أجهلها".

 وتابع محمد السبلاني حديثه بقوله: "بدأت أتلقى الملاحظات التي كانت تصدر عن  الأستاذ المدرّس لمادة القرآن الكريم في تلك المرحلة (الأستاذ مصطفى شقير) وبدأت بتعلّم المقامات وسماع القرّاء وتقليدهم، ثم بعد ذلك شاركت بمسابقة للقرآن الكريم من خلال دراستي في جمعية القرآن الكريم وقد نلت حينها المرتبة الثالثة وذلك لجهلي وقتها بالرواية المطلوبة فقد كنت أقرأ برواية (ورش عن نافع) بدل (حفص عن عاصم)".

 وأضاف: " كان صعودي الأول للمنبر في المدرسة، وكانت خطوة صعبة عليّ، فقد ترددت أكثر من مرة بالصعود، ولكن بالتشجيع من أصدقائي الذين كانوا يعرفون موهبتي تجرأت وصعدت وقد فاجأت المستمعين حينها، وهكذا كسر حاجز المنبر عنديْ وبعد ذلك شاركت بنفسي بمسابقة للقرآن الكريم مع الجمعية ولكن بفرع آخر وعندها قد تعرفت على القراء وعلى الجمعية وأخذت دورات في التجويد لديهم، وبقيت على هذه الحال من التدريب الشخصي ومشاركتي في المجالس بمختلفها، حيث أصبح يذيع صيتي شيئاً فشيئاً بأني قارئ للقرآن متمرس".

وعن مسيرة العمل القرآني أجاب: "التقيت بالقارئ الشيخ "محمد فهمي عصفور" من جمهورية مصر العربية  في لبنان، ونلت من خلال دراستي معه المرحلة التخصصية التي كانت   على يديه حيث أخذت من إجازة قراءة" عاصم" براوييه "شعبة وحفص" عن طريق الشاطبية، ومشواري في هذا المجال لم ينتهِ بعد إن شاء الله".

وعن سؤاله اذا كان هناك مشاركات له في المسابقات الدولية للقرآن الكريم؟ أجاب: "لم يتسنى لي المشاركة في  المسابقات الدولية للقرآن الكريم ومن المسابقات التي شاركت بها كانت المسابقة السنوية للقرآن الكريم على مستوى لبنان بفرع التحقيق (ما يتعارف عليه بالتجويد)".
العائق في البُعد عن النشاطات القرآنية إننا لا ندرك عظمة هذا الكتاب
ومسابقة "السيد عباس الموسوي" السنوية على مستوى لبنان وقد نلت فيها المرتبة الثالثة، وأخيراً نلت المرتبة الأولى في مسابقة على الإذاعة وقد كان يحكم فيها جملة من الاختصاصيين في عالم التجويد والصوت والنغم، بالإضافة إلى ظهوري على شاشة التلفاز في عدة من البرامج القرآنية والدينية كقارئ للقرآن، وقد أجريت حلقة حول مسيرتي القرآنية في برنامج يقدم لقراء القرآن وحياتهم على قناة الصراط.

وفي حديثه عن أسهل طرق في حفظ القرآن، قال: "حفظ القرآن الكريم يحتاج إلى إرادة وهمة وإلى نفس طويل، فمن وجدت عنده هذه النية الصادقة فإن الله يسهل له هذا الأمر وييسره، فإذا أراد الشخص الحفظ فسوف يجد طرقاً عدة سوف يرشده إليها المتخصصون، فمثلاً يمكن أن يتوجه لجميعة أو مركز ويبدأ الحفظ بشكل جماعي مع مجموعة من الراغبين أيضاً، فالعمل الجماعي دائماً يعطي حافزية ودافعية للاستمرار ويقوي روح المنافسة والمسابقة للمراتب الأعلى، أو يمكن أن يبحث عن أستاذ يتابعه فيجروا برنامجاً على حسب وقته وتطلعاته، ويمكن أن يقرأ الشخص عن هذه الأمور ويستشير من سبقوه ومن هم مهتمون بهذا الصدد فيرشدوه إلى طرق مساعدة، ولكن أهم شيء النية والاستمرارية".

وعن النشاطات القرآنية وكيفية تفعيلها قال: "إن النشاطات القرآنية لا يجب أن تكون محصورة بجهة معينة ومركز مخصص، إنما على القرآن أن يكون داخل قلوب المسلمين ومرافقاً لهم في يومياتهم وأشغالهم وأعمالهم المستمرة، لأنه كتاب الله والدستور والمنهج، لذلك إذا سُألت عن أهم عائق أمام النشاطات أقول أننا لا ندرك عظمة هذا الكتاب ولا نعطيه أهميته تلاوةً وتدبراً وتطبيقاً، فعندما تكون منزلة القرآن في قلوب المسلمين مهمة عندها ستنشط النشاطات القرآنية بشتى أنواعها".

وأضاف أن "التعاون في مجال القرآن يتعدى الحدود القومية الوطنية ليستأثر بالعالمية، لأن القرآن للمسلمين وكل  مسلم معني به ومعني بتعلمه وتعليمه، ومن هذا المنطلق كان للدول مشاركة في النشاطات القرآنية المختلفة  مثل (إيران ومصر والعراق)، لكن لإيران الحضور المتميز فيهم لأنها دائماً السباقة في إجراء المسابقات والدورات على أراضيها وتأتي من المتسابقين من مختلف أقطار العالم والدول ومن بينها لبنان، كما أن إيران لديها وزارة للأوقاف وهي مهتمة بالشؤون القرآنية وتعمل لهذا الصدد بشكل رسمي".

وأشار إلى أن "مصر رائدة في التلاوة  ترسل أساتذتها إلى مختلف دول العالم لأنهم يتميزون بلمسة خاصة في القراءة والتلاوة، ففي كل أمسياتنا نجد قارئاً مصرياً، وقد حازوا على  الحظ الأوفر بالتجويد والقراءة منذ زمن وهذا معلوم من خلال بعض القراء القدامى والحديثين الذين تملأ أصواتهم المحافل والمجالس في شتى دول العالم".

وفي نهاية الحديث قدم القارئ محمد نصيحته للقراء بقوله على القرّاء أن يعرفوا أهمية وفضل الكتاب الذي بين أيديهم  وفضل قارئه، وأن لا ينتابهم الانحطاط والتراجع جراء بعض الذين يظنون أنا القرآن هو للعزاء أو للشكليات، بل إن القرآن فيه تفصيل لكل شيء وفيه من كل مثل لذلك يجب أن نقدمه ونجلّه ونعظّمه.

captcha