ایکنا

IQNA

مدرسة إسلامية في إندونيسيا تعلّم الأطفال الصم ترتيل القرآن بلغة الإشارة

8:29 - July 06, 2022
رمز الخبر: 3486740
جاکرتا ـ إکنا: في مدرسة داخلية إسلامية تقع في حي هادئ على مشارف مدينة "يوجياكارتا" الإندونيسية، لا يمكن سماع تلاوة وترتيل القرآن في أي مكان ولكن تعمد مدرسة دينية للأطفال الصم بتعليم الطلاب إيماءات سريعة بأيديهم لتلاوة القرآن بلغة الإشارة العربية.

وتعدّ المدارس الداخلية الإسلامية جزءًا لا يتجزأ من الحياة في إندونيسيا حيث يقيم حوالي أربعة ملايين طالب في 27 ألف مؤسسة في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لوزارة الشؤون الدينية.

وهذه المدرسة واحدة من عدد قليل من المدارس التي تقدم التعليم الديني للطلاب الصم في أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم.

ويقول "أبو قحفي" مؤسس المدرسة لوكالة فرانس برس "جاء كل هذا نتيجة قلقي عندما اكتشفت أن الأطفال الصم في إندونيسيا لا يعرفون دينهم".

أنشأ الشاب البالغ من العمر 48 عامًا المدرسة في أواخر العام 2019 بعد تعرفه على العديد من الصم وإدراكه أنهم لا يستطيعون الوصول إلى التعليم الإسلامي. تستضيف المدرسة اليوم 115 شاباً وفتاةً أصم من جميع أنحاء الأرخبيل يتشاركون حلمهم في أن يصبحوا من حفاظ القرآن عن ظهر قلب.

ويجلس الأطفال على سجاد في الأرض ويحركون أيديهم بشكل معبر أثناء النظر إلى كتبهم المدرسية. لا يسمع أي صوت في القاعة سوى تصفيق أبو قحفي بعد قراءة بعض السور بشكل صحيح من طرف الطلاب. 

ويدرك المعلم أن هذه الطريقة في تعليم الدين صعبة جداً وشاقة للأطفال الذين لم يتعلموا قط الدين أو القرآن، ولغتهم الأم هي الإندونيسية.

ثقة بالنفس

وفي غرفة على بعد 100 متر من فصل الذكور، تجلس مجموعة من الفتيات اللواتي يرتدين الزي الإسلامي المحافظ منفصلين عن نظرائهن الذكور، ويقمن بنفس الممارسة في الصف. بالنسبة للطالبة "ليلى ضياء الحق" البالغة من العمر 20 عامًا، فقد جلب التعليم في المدرسة الفرح والفخر لوالديها.

ويقول أكبر طالب في المدرسة القرآنية "أريد أن أذهب إلى الجنة مع أمي وأبي ... أنا أيضا لا أريد مغادرة هذا المكان. أريد أن أصبح معلماً هنا".

بينما يمكن للآخرين حفظ السور والآيات لتلاوة القرآن بصوت عالٍ، يجب على ضعاف السمع أن يحفظوا بشق الأنفس كل حرف من الأجزاء الـ 30 من سور الكتاب المقدس.

ومحمد رافا، الطالب البالغ من العمر 13 عامًا، التحق بالمدرسة منذ عامين، تعلم لف إبهامه وأصابعه بإشارات مختلفة مع التركيز بالليزر على تعلم الآية أمامه.

ويقول رافا الذي حفظ تسعة أجزاء من القرآن "أنا سعيد جدا هنا. المكان هادئ جداً".

ويوفر كل من القحفي والجهات المانحة لتمويل المدرسة كل الوسائل ويُسمح للأطفال من الأسر الفقيرة الذين لا يستطيعون تحمل رسوم التسجيل البالغة مليون روبية (68 دولارًا) التي تدفع مقابل الكتب والزي المدرسي ومستلزمات النظافة بالدراسة مجانًا.

ويدرس الأطفال أيضًا الشريعة الإسلامية والرياضيات والعلوم واللغات الأجنبية حتى يتمكنوا من مواصلة تعليمهم على مستوى أعلى. للمدرسة القرآنية انعكاسات إيجابية آخرى تتمثل أساس في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم كأعضاء ضعاف السمع في المجتمع.

المصدر: الجزيرة نت

captcha