ایکنا

IQNA

لماذا يتهرب الجنود الإسرائيليون من الخدمة العسكرية؟

13:04 - July 26, 2022
رمز الخبر: 3487033
غزة ـ إکنا: أكد مختصان بالشأن الإسرائيلي، أن تنامي ظاهرة (رفض الخدمة العسكرية) في صفوف جيش الاحتلال، هي ليست حديثة، ولكنها تتجدد عند خوض الجيش حروبا عسكرية على قطاع غزة، والتي تكشف في كل مرة فشل الاحتلال أمام قدرات المقاومة، نتيجة تمكنها من أسر عدد من جنوده، وايقاع بين صفوف العديد من القتلى.

وأرجع المختصان في أحاديث منفصلة مع "الاستقلال"، أسباب ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في تراجع هيبة جيش الاحتلال، والخوف من مواجهة المقاومة، وعدم جدوى الدخول في صدام مع الفلسطينيين.

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن زيادة كبيرة طرأت على عدد الإسرائيليين الذين يتهربون من أداء الخدمة العسكرية، ووفق المعطيات التي نشرها موقع الصحيفة أمس الإثنين، فإن عدد الشباب الإسرائيليين الذين تهربوا من أداء الخدمة العسكرية عام 2020 تراوح بين 2400 و2500، في حين قفز العدد في 2021 إلى 3100.

ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن المعطيات المتعلقة بعام 2022 لم يتم الكشف عنها بعد، فإنه يستدل من المعطيات المتعلقة بشهر مارس/آذار الماضي أن العشرات من الشباب الإسرائيليين الذين كان يفترض أن يلتحقوا بالخدمة العسكرية لم يتوجهوا إلى مكاتب التجنيد.

وأبرزت الصحيفة أن حوالي 9 في المائة من الشباب الإسرائيلي يتم اعفاؤهم من الخدمة العسكرية بسبب مشاكل نفسية. وأوضحت أن تراجع قدرة الشباب الإسرائيلي على التهرب من الخدمة العسكرية بناء على تقارير من أطباء نفسيين دفع الكثير منهم لعدم التوجه إلى مكاتب التجنيد.

وقال وزير المخابرات السابق بالكيان "إليعازر شتيرن"، إن المستوطنين الذين يفترض أن يكونوا في وحداتهم العسكرية من الواضح أنهم نسوا واجبهم، لأنهم يبذلون جهودا حثيثة للحصول على إعفاء من الخدمة العسكرية، ولعل النظر إلى البيانات "المتواضعة" يكشف أننا أمام مشكلة حقيقية للجيش، ولا بد من إيجاد الحلول لها".

جندي بلا قيمة

أكد المختص بالشأن الإسرائيلي ناجي البطة، أن ظاهرة (رفض الخدمة العسكرية) في صفوف جيش الاحتلال هي ليست حديثة من نوعها، لكنها تتجدد عند خوض الاحتلال حروبا عسكرية على دول الجوار كلبنان وقطاع غزة.

وقال البطة لـ"الاستقلال"، إن تنامي ظاهرة رفض الخدمة في جيش الاحتلال، يعود لأسباب عدة أبرزها، شعور الجنود بالخوف من الوقوع في الأسر أو الموت خلال الحروب"، مشيراً إلى أن الجنود أصبحوا مدركين أنهم لا قيمة لهم في حال وقعوا في الأسر سواء بقصفهم أو بتركهم دون تحرك جاد من قبل حكومتهم لإخلاء سبيلهم.

وأضاف، أن دافعية الانضمام للجيش تراجعت عقب، تجربة "جلعاد شاليط" الجندي الذي أسرته المقاومة في قطاع غزة عام 2006 وقضى بالأسر ثمان سنوات، وكذلك الجنديين (هدار جولدن وشاؤول ارون) اللذين لا يزالا في قبضة المقاومة دون أن تبذل حكومة الاحتلال أي جهد لاسترجاعهم.

وأوضح البطة، أن فشل جيش الاحتلال خلال حروبه الأخيرة على قطاع غزة، أدى إلى تراجع معنويات جنوده، سواء من يلتحق بالتجنيد، أو من هم على رأس الخدمة، وكذلك ساهم في تراجع الأداء العسكري بالميدان، ما غير الامور لصالح المقاومة.

وأضاف" الحرب في السابق كان لها ما يبررها ويقنع الجمهور الصهيوني بها، لكن اليوم على العكس، أصبحت ذات اهداف سياسية لا استراتيجية، لتحقيق الأهداف الحزبية للقيادة السياسية بالكيان من أجل الحصول على أصوات أكثر في الانتخابات على قاعدة أن (دماء عربية أكبر ذات نجاح أكبر) للحزب الذي يسفك هذه الدماء.

ويعتقد المختص، أن تهرب الجنود من التجنيد سينعكس على قدرة جيش الاحتلال، ومستقبل المشروع الصهيوني بالمنطقة، ما يتطلب من العرب والفلسطينيين استثمار هذا التراجع الصهيوني لمصلحة القضية الفلسطينية.

أهداف سياسية

من جهته، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي عاهد فروانة أن (رفض الخدمة العسكرية) في جيش الاحتلال، يعود لتراجع هيبة الجيش، خلال الحروب والعدوانات الأخيرة التي شنها على الفلسطينيين منذ انتفاضة الحجارة.

وقال فروانة لـ"الاستقلال"، إن جيش الاحتلال بالسابق كان يعتبر نفسه مثل (بوتقة القهر)، بزعم أنه هو الذي يقهر كل الاختلافات والتجاذبات وكل القوميات والعنصريات داخل جيشه، لكن هذا الامر تراجع بصورة كبيرة بعد فشله في الحروب الأخيرة، ما أدى إلى تراجع قيمته، وقلل من دافعية الانضمام للجيش."

وأضاف أن قانون دولة الاحتلال ينص على أن كل من يبلغ سن 18 عاماً، يجب أن يلتحق إلزامياً للخدمة في صفوف الجيش لمدة 3 أعوام، ولكنه وفور انتهاء هذه المدة يعيش الجيش أزمة عزوف كبيرة في صفوف جنوده.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال في معظم الحروب التي خاضها في فلسطين وخارجها فشل فيها فشلاً ذريعاً وهذا أدى إلى تراجع صورته أمام الجمهور الإسرائيلي، ما جعل دافعية الانضمام للجيش ليست كالسابق.

ولفت فروانة إلى أنه يجب استثمار التصدعات التي تحدث داخل دولة الاحتلال وخاصة في صفوف جيشه في خدمة القضية الفلسطينية، من خلال جعل الاحتلال ينشغل بنفسه، ما يؤثر على قدرته في شن أي عدوان على أبناء شعبنا.

المصدر : جريدة الإستقلال

captcha