للصمت مكانة عظيمة وقيمة في الإسلام عندما یکون الهدف منه حفظ اللسان من المبالغة، والنميمة، والغيبة وانتهاك خصوصية الآخرين والکلام الفارغ وما إلى ذلك.
وقال النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): "نَجَاةُ اَلْمُؤْمِنِ فِي حِفْظِ لِسَانِهِ" فلذلك، يجب على الشخص الذي يريد التحرر من خسائر الحياة الأبدية والعقاب الإلهي والغضب أن يحرس لسانه، لأن مصدر الكثير من الذنوب التي تجلب الخسارة الأبدية هو لسان الإنسان.
كما قال النبي(ص): "مَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ"، وفي هذا السياق، يقول الامام علي(ع): "العاقِلُ مَنْ عَقَلَ لسانَهُ الاّ عَنْ ذِکْرِ اللّهِ".
لذا فإن إحدى الشعائر العظيمة التي يمكننا دعوة بعضنا البعض إليها هي الصمت، لكن الصمت ليس أمراً جائزاً دائماً، واذا كان الصمت يعني عدم المبالاة بالأخطاء والظلم والخطيئة فلا يجوز.
لذلك، أينما يتم تحريف الإسلام ويقام کلام کاذب يضر بالمجتمع، فلا يجوز الصمت بل يجب أن نصرخ.
لا يجوز الصمت عن إهانة الناس، وإذا كنا غير مبالين في هذا المجال ولا نعبر عن رأينا فقد ساعدنا في نشر البدعة في المجتمع، کما ساعدنا الظالم وما وقفنا الى جانب المظلوم.
عدم الصمت في وجه الفظائع والبدع هو الدرس الأبدي لنهضة الامام الحسين(ع)، وليس من الصعب أن نفهم أن ثورة عاشوراء للإمام الحسين (ع) كان لها معنى واحد وهو عدم الصمت في وجه الرذائل.
فإن الأمر بالمعروف يمكن أن يكون الدعوة إلى عدم الصمت أمام الأخطاء والبدع والفظائع التي نشهدها لأن القسوة والبدع في المجتمع مرتبطة بنا لأنها تجلب المجتمع بأسره إلى الفساد والدمار وتؤثر على جميع أفراد المجتمع.