عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتباحثت في الأوضاع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وصدر عنها البيان التالي:
"يستمر العدو الصهيوني في انتهاكه لقرار وقف اطلاق النار والقرار 1701 دونما رادعٍ، بل بتسهيل من الولايات المتحدة الامريكية التي صرحت على لسان مبعوثها توم براك بأنها لن تضغط على الكيان الصهيوني لوقف اعتداءاته، وان المطلوب من الدولة اللبنانية القيام بنزع سلاح المقاومة، وإلا فإن الضغط سيزداد على الدولة اللبنانية، والحصار الاقتصادي سيستمر، ولن تسمح الولايات المتحدة الامريكية بإعادة الإعمار لما هدمه الكيان الصهيوني بآلة الحرب التي مدته بها، وهذا ما يعني وصول المفاوضات الى طريق مسدود، بل انها لم تكن في الأساس وساطة بل أداة ضغط على لبنان ليستسلم للإرادة الصهيونية، وهذا ما يفرض على الدولة اللبنانية اتخاذ قرارات واضحة.
إقرأ أيضاً:
أولاً بالانسحاب من لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار التي تحولت إلى شاهد زور، بل إلى جهة إضافية للضغط على لبنان، وثانياً بالتوجه من خلال جولات رئاسية إلى دول القرار للعمل على الضغط على الكيان الصهيوني لتنفيذ الانسحاب، أما موضوع سلاح المقاومة، فيجب ان يكون موقف الحكومة اللبنانية واضحاً أن لا مجال لأن يتخلى لبنان عن عنصر القوة الوحيد الذي بيده، لأنه بذلك سيصبح لقمة سائغة للعدو الصهيوني ينفذ من خلالها تهديداته، ويجتاح لبنان من جديد طالما أن لا قوة رادعة تواجهه، وبالتالي فإن سلاح المقاومة يُبحث ضمن استراتيجية الدفاع الوطني وطاولة حوار بعد استكمال الانسحاب الصهيوني من الأراضي اللبنانية التي يحتلها كافة، سواء النقاط الخمس أو النقاط المتنازع عليها أو تلال كفرشوبا ومزارع شبعا أو الجزء اللبناني من قرية الغجر، والبدء بإعادة الإعمار والتعويض على المتضررين بسبب الحرب الصهيونية الأخيرة على لبنان.
بناءً على ما تقدم، وبعد بحث مستفيض في الأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين، قررت الهيئة الإدارية ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة على لبنان من خلال مبعوثها توم براك، الذي وصل إلى حد تهديد لبنان في أمنه واقتصاده، والذي اعتبر أن تصريحات الحكومة اللبنانية حول إلتزامها بسحب السلاح بعد استكمال الانسحاب الصهيوني من لبنان بأنها غير كافية، وهذا مناقض لكل الاتفاقيات الدولية، وخروج عن دور الوساطة إلى دور الشريك مع العدو الصهيوني في العدوان على لبنان.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام قوات العدو الصهيوني على قصف مناطق حرشية في بلدة ياطر، ما أدى إلى اشتعال حرائق واسعة خاصة في هذا الطقس الحار الذي يساهم في انتشار الحرائق، وقد حذرت بلدية ياطر من كارثة بيئية تفرض تدخلاً من المؤسسات الدولية لمنع العدو الصهيوني من ارتكاب هكذا جرائم بحق البيئة تُضاف الى جرائمه الكبيرة بحق الإنسان والإنسانية.
ثالثاً: يعلن تجمع العلماء المسلمين عن تأييده لموقف حركة حماس من موضوع أن لا جدوى من الاستمرار في المفاوضات مع استمرار العدو الصهيوني بحرب الإبادة والتجويع، ورفضها لمسرحية المساعدات التي يريد العدو الصهيوني من خلالها تجميل صورته البشعة التي باتت مكشوفة للرأي العام الدولي، خاصة بعد إعلان وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع العدد الإجمالي لشهداء المجاعة وسوء التغذية إلى 147 من بينهم 88 طفلاً.
رابعاً: يعلن تجمع العلماء المسلمين تأييده وترحيبه بإعلان القوات المسلحة اليمنية عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الصهيوني، باستهداف جميع سفن الشركات المتعاملة مع موانئ العدو الصهيوني، بغض النظر عن جنسيتها وفي أي مكانٍ تطاله القوات المسلحة.