ایکنا

IQNA

قارئ لبناني في حوار لـ"إکنا":

الإفراط في التنغيم قد يصرف الأنظار والأذهان عن التفكر

15:26 - August 22, 2022
رمز الخبر: 3487314
بيروت ـ إكنا: صرّح القارئ اللبناني "حسين غانم" أن الافراط في التنغيم قد يصرف الأنظار والأذهان عن التفكر والتمعن في معاني الآيات، مشيرة الى أن آيات الله كلها معانٍ ودروسٌ وحكمٌ وعِبر أنزلها الله الينا لترشدنا وتهدينا وتكون دستوراً ينير حياتنا.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني"حسين غانم".

وبداية قام القارئ بالتعريف عن نفسه بقوله: "أنا القارئ "حسين غانم" من بلدة "عيناثا" من جنوب لبنان ولدت سنة 2001 للمیلاد، نشأت في أسرة محافظة وفي بيئة يعمّها الالتزام الديني بتعاليم الشريعة الاسلامية، منذ الصغر درست وتعلمت العلوم الأكاديمية في المدارس الاسلامية والثانويات المتواجدة في المنطقة، وأنا الآن أكمل دراستي الجامعية في مجال هندسة الميكانيك في الجامعة اللبنانية في بيروت. بدأت في مجال تلاوة القرآن منذ سن العاشرة متأثراً بتلاوة وصوت الشيخ" عبدالباسط عبدالصمد" وقد عملت على سماع وتقليد تلاواته في البداية من خلال الأشرطة المسجلة المنتشرة بكثرة، بدأت بسماع سورة "يوسف" والتي كنت أعشق سماعها وخاصة الآية الكريمة "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" والتي كانت تظهر في مقدمة مسلسل النبي "يوسف" (عليه السلام).كنت أستمع وأقلد ومن ثم أقوم بتسجيل صوتي في شريط لكي أعيد سماعه من جديد. في هذه الأثناء بدأت أتلو في المناسبات المحلية الخاصة، وأبدى الناس اعجاباً واضحاً بصوتي وشجعوني على المواصلة كذلك الأهل وكانوا أول الداعمين والمساعدين وقاموا بتحفيزي ونصحي لأكمل ما بدأت.

وتابع مكملاً: "بعد سنتين من البداية تعرفت على جمعية القرآن الكريم وهي جمعية تعنى بتدريس وتعليم كافة علوم القرآن الكريم من حفظ وتلاوة وعلوم قرآن وتفسير. وبدأت بتعلم دروس التجويد ودروس الصوت والنغم على يد أستاذي السيد "حسين سيد"، وقد كنت بحمد الله أحرزت تقدماً سريعاً وملحوظاً في عالم التلاوة وساعدني على ذلك صغر سني، ومكنتني جمعية القرآن من المشاركة في المحافل والأمسيات والأنشطة القرآنية التي تجريها في المنطقة".

 وأضاف: "في هذه الأثناء كنت قد أصبحت مهتماً ومعجباً بالمدرسة "الشحاتية" في تلاوة القرآن وخاصة الشيخ "محمود الشحات"، وكنت أيضاً مقلداً ثم طغى الأسلوب على كافة تلاواتي لذا أنا الآن أقرأ القرآن بأسلوب الشيخ "محمود الشحات".  

وفي معرض حديثه عن مشاركته بالمسابقات المحلية والدولية للقرآن الكريم، أجاب: "شاركت في العديد من المسابقات القرآنية المحلية في لبنان وحصلت على مراتب عديدة على صعيد المحافظة  وعلى صعيد لبنان، ومنها المسابقة السنوية في سنة 2016 للميلاد التي تجريها جمعية القرآن الكريم وكنت من أصغر المشاركين آنذاك وحزت على المرتبة الأولى في لبنان، ما خوّلني الذهاب للمشاركة في المسابقة القرآنية الدولية في إيران سنة 2017، وكانت مسابقة خاصة بالطلبة وحزت فيها بحمد الله على المرتبة الثالثة".

وصرح: "قد تلوت وشاركت في محافل قرآنية عديدة في لبنان والعراق وإيران مع قراء دوليين من لبنان والجمهورية الإسلامية الايرانية ومصر والعراق".

وعن العوائق التي تواجه النشاط القرآني كان ردّه: "لبنان لديه عوائق عديدة نذكر منها ضعف المتابعة عند القراء على مستوى التلاوة لكي يصلوا الى المستويات الاحترافية، وإكتفائهم بدورات بمستويات ابتدائية ومتوسطة أحياناً، وعدم الاستفادة من الموارد الموجودة، أعني هناك الكثير من الكوادر التعليمية المحترفة لا يتم الاستفادة منها لأسباب عدة، وأيضاً جعل العدد أولوية لافتتاح أي دورة قرآنية، وهذا شيء خاطئ لأن الأهم هو النوع وليس الكمّ، إضافة إلى ضعف التنسيق بين المناطق في سبيل تبادل الخبرات والمدرّسين.

وأضاف أن "الدولة اللبنانية بهيكليتها الرسمية ونظامها ومناصب الرئاسة العليا تعتبر دولة مسيحية وهذا ما  يبعد لبنان عن المشاركة بصفته الرسمية في الأنشطة القرآنية المقامة في شتى دول العالم،  وأيضاً ما يجعل العمل القرآني في لبنان مفتقراً الى الدعم المالي من جانب مؤسسات الدولة الرسمية، ولكن بحمد الله الجمهورية الإسلامية في إيران تدعم على الدوام المشاريع القرآنية بشتى وسائل الدعم (مادياً وتعليمياً و...) وهي التي قامت بإنشاء جمعية القرآن الكريم وعملت على تطويرها وامدادها بالكوادر التعليمية لكي تقوم بنشر الثقافة القرآنية في لبنان".

وعندما سُئل عن طرق إختيار نمط التلاوة عند القارئ، قال "حسين غانم": "من المعتاد أن أي قارئ يشق طريقه الى عالم التلاوة بدءا بسماع وتقليد تلاوات كبار القراء، لذلك يجب عليه أولاً أن يختار القارئ الذي يتناسب صوته معه من حيث القدرات وخامة الصوت وطول النفس والى ما هنالك وهذا يحصل عن طريق الإستماع لكافة القراء العظام ومحاولة التمييز بين أصواتهم ليقوده إحساسه وعقله الى قارئ معين، فيبدأ بسماع تلاواته ومحاولة تقليدها طبعاً يترافق هذا مع تعلم أحكام التجويد والصوت والنغم والوقف والابتداء، فالتقليد وحده غير كاف".

وأشار الى أن "القارئ يجب أن يكون ملماً ومتقناً لهذه العلوم التي تخص مجال التلاوة، وبإمكان القارئ أن يجمع بين عدة مدارس في التلاوة ويستمع للقراء عدة, وهذا ما ينصح به الأساتذة المتخصصون لأن كثرة الإستماع تغني الذاكرة النغمية بالألحان والمقامات والأفكار النغمية, وبعد ذلك في المراحل المتقدمة يصبح بمقدور القارئ أن يصنع أسلوباً خاصاً يتلو به. لكن في مجال التنغيم والتلاوة يُخشى على القارئ أن يلحق المَغنى فيفوته المعنى, فآيات الله كلها معانٍ ودروسٌ وحكمٌ وعِبر وقد أنزلها الله الينا لترشدنا وتهدينا وتكون دستوراً يُنير حياتنا. لذا فإن الافراط في التنغيم قد يصرف الأنظار والأذهان عن التفكر والتمعن في معاني الآيات".

وأضاف: "أنا أنصح الشباب أن يجعلوا القرآن متنفسهم في هذه الحياة المشوبة بكدر الهموم والذنوب والآثام, وأن يكون الكتاب فيضاً من نور وهدى ينير دربنا ويرشدنا إلى الصراط المستقيم".

 وعن التعاون بين المؤسسات القرآنية في مختلف الدول مع المراكز والمؤسسات القرآنية في لبنان، أجاب: "يمكننا القول إن درجات التعاون تتفاوت بين المؤسسات القرآنية اللبنانية والمؤسسات القرآنية في مختلف الدول، فمثلاً التعاون مع المؤسسات القرآنية في إيران جيدة جداً، فالجمهورية الإسلامية الايرانية أصبحت متقدمة جداً في هذا المجال وهي مهتمة بشكل واضح بمختلف المجالات القرآنية وهذا ما نراه من خلال دعمها وانشائها للمدارس القرآنية ومنها جمعية القرآن الكريم في لبنان, بالإضافة إلى ما يجرى من مسابقات تشمل كل دول العالم الإسلامي ويشارك فيها القراء والحفاظ من كل أقطار العالم،  وكذلك هناك تعاون جيد مع المؤسسات القرآنية الموجودة في العراق".

وصرح: "لكن في المقابل هناك إنعدام في التواصل بين المؤسسات القرآنية الموجودة في لبنان والمؤسسات القرآنية الموجودة في دول مثل (إندونيسيا وماليزيا والمغرب والجزائر وقطر ومصر وتركيا والكويت والأردن ... ) هذا ما يعيق تبادل الخبرات والقراء والمدرّسين بين هذه الدول ويحد من المجالات المتاحة للقراء اللبنانيين للذهاب إلى الخارج والمشاركة واكتساب الخبرات".
قارئ لبناني
قارئ لبناني
قارئ لبناني

captcha