وقال «عبدالسلام»، أمس الاثنين، عبر صفحته الرسمية بفيسبوك: "كعادتي بعد أن أجهز نفسي للخروج من البيت في رحلتي اليومية إلى الإذاعة أجلس قليلا لأستمع إلى فقرة المرتل في هذا التوقيت دائماً وكان أستاذ الأساتذة وشيخ المقرئين والمعلم الكبير الشيخ الحصري على الموعد بتقديم الزميل شحاتة العرابي لما تيسر من سورة النحل وفضيلة مولانا الشيخ الحصري يرسل روحه الطيبة ونفسه الزكية مفعمة بإخلاصه وصدقه وتجرده مع صوته فيصل في مستقره في قلوب مستمعيه عبر أسماعهم نورا وهدي آيات بينات فقد بدأ بهذه الدفقة النورانية من كلام ربي التي بدأت كلها بلفظ الجلالة تنبئ عن قدرة الخلاق العظيم فيما أبدع من خلق الإنسان وفيما فضل بعض الناس على بعض وخلق الأزواج من أنفسهم خلقاً مبدعاً من بديع السماوات والأرض.
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿۷۰﴾وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴿۷۱﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴿۷۲﴾.
وتابع رئيس إذاعة القرآن الكريم المصرية: وتتوالي دفقات النور من صوت هذا المخلص الكبير والصادق الأمين وصاحب الصوت المعلم بفتح اللام وكسرها وصاحب الأوليات التي لم يسبق إليها لسورة النحل سورة النعم بآيات كل آية منها نعمة كبري من ولي النعم سبحانه.
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿۷۸﴾ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿۷۹﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ﴿۸۰﴾ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴿۸۱﴾.
وأضاف: ظل هذا الصوت المعلم بخشوعه وتقواه التي يحسها من ينصت إليه في تدبر وتأمل حتي ختام السورة بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والأمر بالصبر ثم ختام السورة بأن الله مع الذين اتقوا ومع المحسنين.
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿۱۲۵﴾ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴿۱۲۶﴾ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴿۱۲۷﴾ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴿۱۲۸﴾.
وأكد: فامتلأ صدري يقينا وقلبي نوراً مرسلاً من هذا القارئ الولي الذي أرسل بصوته رسالة التقي والنور وأحسست بعقلي وقد غزته أنوار القرآن وجسمي نشطت فيه الحياة وانطلقت من بيتي داعيا لهذا القارئ الولي أن ينزله منزلة من رضي الله عنهم ورضوا وأن يجمعنا به في جنان الخلد.
واختتم الدكتور رضا عبدالسلام منشوره بقوله: يومكم سعيد.
المصدر: المصري اليوم