فئة المحرومین من مصاحبة الحسین(ع) في عاشوراء
وهناك من رافق الحسین (ع) في رحلته محو عاشوراء وکان معه قلباً وفکراً ولکنه فارقه قبل واقعة الطف لینجو من هؤلاء الذین لم یوفقوا بالإستشهاد مع الحسین (ع) کان "ضحاك بن عبدالله المشرقی".
الضحاك بن عبدالله المشرقي كان من أصحاب الإمام الحسين(ع) في واقعة الطف، وأحد شهود عيان واقعة كربلاء الذين شاهدوا أحداثها عن كثب وقاموا بنقلها في الكوفة. قاتل الضحاك يوم عاشوراء جيش عمر بن سعد وأبدی مآثر وبطولات وحظِيَ بدعاء الحسين(ع) وهو يقاتل دونه، ثم ترك القتال آخر اللحظات لإذن من الحسين(ع) كان قد حصل عليه عند الإلتحاق به في مسيره عليه السلام إلی الكوفة.
ورد اسم الضحّاك ضمن أصحاب الإمام زين العابدين،عليه السلام إلا أن الشيعة عموماً لا یُعِيِرون نضالَه في كربلاء الاهتمام الكبير، انطلاقاً من قول الحسينعليه السلام: من لحق بنا استُشهد، ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح.
وقد قطع ضحاك عهدا بأنه سیبقی مع الإمام الحسین (ع) حتی آخر لحظة ولکنه بعد أن شاهد إستشهاد أصحاب الإمام(ع) في کربلاء وعلم بأن الإمام الحسین (ع) سیستشهد بعدهم غادر المعرکة.
وربما في ذلك منفعة لنا لأنه کان من رواة واقعة الطف حیث نقل لنا الأحداث التي شاهدها ولکن هل یستوی مقامه مع الذین إستشهدوا في کربلاء یوم القیامة؟ هذا ما لا نعلمه.
ومن الصحابة الذین لم یوفقوا بصحبة الحسین (ع) في المعرکة کان " الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ الطائي" الذي کان من أصحاب الإمام علی (ع) ومن شیعته وقیل أنه کان شاعراً وخطیباً بارعاً وشجاعاً فذاً.
حمل الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ الطائي رسالة الإمام علي (ع) إلى معاوية، وجرت بينه وبين معاوية مشادة كلامية. التقى مع الإمام الحسين (ع) في عذيب الهجانات، وفيه أخبر الإمام (ع) باستشهاد قيس بن مسهر وبأحوال الكوفة وأهلها، كما قدّم للإمام (ع) اقتراحات، فجزّاه الإمام (ع) خيراً، ثم ودّع الإمام(ع)، ووعده أن يعود لنصره، فلما عاد بلغه خبر استشهاده (ع) في نفس المكان.
وعندما أتی الإمام الحسین (ع) إلی کربلاء إلتقی به الطرماح في الطریق فقال له إرجع ولم یقبل بذلك الإمام(ع) فقال له الطرماح إسمح لي أن أذهب إلی أسرتی لأعطیهم المال والزاد الذي أتیت به من الکوفة لهم وأعود ألیك.
وقرر الطرماح أن یعود سریعاً إلی الإمام الحسین (ع) ولکنه عاد بعد أن إنتهت معرکة عاشوراء حیث سمع بخبر إستشهاد الحسین (ع) وحزن کثیراً علی ذلك وهو یعد من الذین لم یوفقهم الله بالإستشهاد بین یدی الحسین (ع).
مقتطفات من كلمة أستاذ تاريخ الاسلام "حجة الاسلام والمسلمين محمد رضا جباري"
