ایکنا

IQNA

خبير تربوي فرنسي:

العلمانية بالنسبة للعديد من الطلاب مرادفة للحرمان من الحرية الدينية

14:20 - October 02, 2022
رمز الخبر: 3487936
باريس ـ إکنا: قالت صحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) الفرنسية إن أستاذ التاريخ إيانيس رودر، مدير مرصد التعليم في مؤسسة جان جوريس، يعتقد أن جزءًا من الشباب ينحرف عن الركائز التي قامت عليها الجمهورية، ولا سيما فكرة العلمانية.

ونشر رودر المدرس في "سين سان دوني" مؤخرا كتابًا بعنوان "الشباب الفرنسي، المدرسة والجمهورية" (La jeunesse française, l’école et la République) ، سلط من خلاله الضوء على "سوء فهم" الشباب لمفهوم العلمانية.

وبحسب رودر، فإن مفهوم العلمانية بالنسبة للعديد من الطلاب مرادف للحرمان من الحرية الدينية، ولا سيما الحق في ارتداء ما يرغبون به، وهذا شعور مشترك للغاية بين الطلاب، بما في ذلك بين الشباب غير المسلمين.

وقد أظهر استطلاع للمؤسسة الفرنسية للرأي العام، أجري لصالح الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية في مارس/آذار 2021، أن 52% من الشباب لا يعارضون ارتداء الملابس الدينية في المدرسة.

انحراف عن المبدأ

ويرى رودر أن جزءًا من الشباب ينحرف عن مبادئ الجمهورية الفرنسية، وعلى وجه الخصوص عن مفهوم العلمانية فيما يتعلق بارتداء الملابس الدينية. فعند سؤاله عن التغييرات التي شهدها سلوك التلاميذ تجاه المدرسة، أكد أنه يلاحظ ظواهر لم يلاحظها قبل 20 عاماً؛ حيث إن هناك العديد من الطالبات اللاتي يخلعن الحجاب عند بوابات الكلية ثم يرتدينه مباشرة مع خروجهن منها، فيما ترتدي البعض منهن العباءات التي تعتبر من الملابس الشائعة لدى النساء في البلدان ذات الثقافة الإسلامية في الشرق الأوسط.

ويقول إنه عندما خرج في رحلة مدرسية لتناول الطعام في أحد المطاعم رفقة طلابه، لم يرغب الكثير منهم في أكل الدجاج لأنه غير حلال، وفي الواقع لم يكن هذا التصرف موجودا منذ 20 عامًا، وهذا ما يدل على تطور الممارسات الدينية الصارمة بشكل متزايد.
العلمانية بالنسبة للعديد من الطلاب مرادفة للحرمان من الحرية الدينية
وفيما يخص تأثير هذه الظواهر على المناهج المُدرَّسة؛ يشير رودر إلى أن الكثير من الأطفال يسألونه عما إذا كان الاستماع إلى الموسيقى ممنوعاً في الإسلام، كما أن مدرسين لمادة العلوم يفيدون بأن الطلاب لا يصدقون المعلومات التي  يقدمونها لهم عن خلق العالم وأصل الأنواع.

وبحسب مقال لوباريزيان، يستشهد رودر بالعَالَم الأنغلوساكسوني الذي له نموذج مختلف تمامًا عن النموذج الفرنسي لتعريف العلمانية.

فعلى سبيل المثال، يتمتع الأفراد في الولايات المتحدة بالحماية من تدخّل الدولة في الأمور الدينية، بينما العكس هو الصحيح في فرنسا، حتى إن موظفي الخدمة المدنية في فرنسا مطالبون بعدم ارتداء الرموز الدينية.

وفيما يتعلق بمدى صعوبة تطبيق قانون العلمانية لعام 1905، دعا المؤلف لتدريب المعلمين بشكل أفضل على قيم ومبادئ الجمهورية، وتوضيح معنى قوانين الجمهورية للطلاب.

المصدر: الجزيرة نت 

captcha