ایکنا

IQNA

محلل لبناني في حديث لـ"إکنا":

الثورة الإسلامية منعت العدو الإسرائيلي من تدمير الأقصى لإقامة هيكله المزعوم

0:08 - November 05, 2022
رمز الخبر: 3488419
بیروت ـ إکنا: أكد المحلل السياسي اللبناني "الدكتور ناجي أمهز" أن الثورة الاسلامية الايرانية أوقفت الغطرسة والارهاب الصهيوني وأشعلت نار التحرر في قلب الشعب الفلسطيني، ومنعت العدو الاسرائيلي من تدمير المسجد الاقصى لإقامة هيكله المزعوم.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني "الدكتور ناجي أمهز" في حوار خاص له مع مراسل وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي في إیران ان الثورة الاسلامية الایرانیة في قوة حضورها وصلابة موقفها، جعلت الشعوب العربية تشعر بالعزة والكرامة في وجه الاستکبار العالمي، رغم مرارة الذلّ الذي عاشته الشعوب العربية بعد ذهاب غالبية قادة الدول العربية للتطبيع مع العدو الاسرائيلي.

فیما یلی نص المقابله:

إکنا: كما تعلمون أن المطالبة بالعدالة ومحاربة الغطرسة تعتبران من إنجازات انتصار الثورة الإسلامية الايرانية حیث تتمثل محاربة الغطرسة في "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي أي" 13 آبأن "الذي يصادف الرابع نوفمبر)، برأيكم ما هي ضرورة محاربة القوى الاستکباریة في الوقت الراهن؟

هناك مشكلة كبيرة يجب التطرق اليها وشرحها بأسلوب مبسط للرأي العام الايراني والعربي، كوني اعتقد انه منذ انتصار الثورة الاسلامية العظيمة لم يتم الاهتمام بهذه النقطة تحديداً، والتي سأتحدث عنها الآن وهي ان الثورة الاسلامية المباركة في ايران، لم تحارب الغطرسة ولم تقف بوجه الاستكبار العالمي فقط من اجل الشعب الايراني العظيم وحده، بل إن ثورة الامام الخميني(رضوان الله عليه وقدس سره)، هي ثورة كانت لإنقاذ العالم برمته من الاحادية الاستكبارية المتمثلة بالإدارة الامريكية، لذلك يتوجب علينا اليوم ان نطرح السؤال على الشكل التالي، كيف كان سيكون شكل العالم لو لم توجد فيه الثورة الاسلامية العظيمة، وقد اثبتت كافة الشواهد والمتغيرات العالمية من امريكا مروراً بأوروبا وصولا الى روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ان القوى الوحيدة التي اضافت الى هذا العالم توازن شبه طبيعي هي الجمهورية الاسلامية الايرانية.

والثورة الاسلامية لم تنتصر فقط في ايران، بل انتصرت في اللحظة الاولى لفلسطين عندما رفع العلم الفلسطيني فوق سفارة العدو الاسرائيلي، بعد ان اعتقد العالم اجمع ان القضية الفلسطينية ماتت، اعاد احيائها الامام(رض) هدية الله لعباده.

والثورة الاسلامية أوقفت الغطرسة والارهاب الصهيوني وأشعلت نار التحرر في قلب الشعب الفلسطيني، ومنعت العدو الاسرائيلي من تدمير المسجد الاقصى لإقامة هيكله المزعوم.

كما حررت الثورة الاسلامية الايرانية جنوب لبنان وحمت حدوده وحافظت على كيانه وكرامة الشعب اللبناني، وأوقفت انهيار العراق وقدمت الكثير من اجل وحدته ووحدة شعبه، اضافة انها انقذته من الارهاب التكفيري، وحمت الاقليات بعد ان تخلى كل العالم عن العراق، والجميع يعلم ان الاستكبار كان يريد للعراق ان يغرق بالدماء من اجل السيطرة على نفطه وثرواته، والثورة الاسلامية في ايران هي التي افشلت هذا المشروع الشيطاني.

والثورة الاسلامية دافعت عن سورية وحافظت على وحدتها، وانقذت العالم والمنطقة من ارهاب كان سيعيد العالم الى القرون الوسطى.

والثورة الاسلامية في قوة حضورها وصلابة موقفها، جعلت الشعوب العربية تشعر بالعزة والكرامة، رغم مرارة الذل الذي عاشته الشعوب العربية بعد ذهاب غالبية قادة الدول العربية للتطبيع مع العدو الاسرائيلي.

ولا يمكن بمقال ان نتحدث عن دور الثورة الاسلامية التي لا يقف دورها عند مواجهة الغطرسة والوقوف بوجه الاستكبار، دور الثورة اكبر بكثير، وقد اظهرت الازمة الروسية الاوكرانية، كم العالم بحاجة الى الجمهورية الاسلامية وحكمتها.

وعندما انهار الاتحاد السوفياتي لولا وجود الثورة الاسلامية في ايران، كان الاستكبار اليوم يحكم العالم. كما يجب القول ان الثورة الاسلامية انها هدية من السماء الى شعوب الارض المستضعفة عامة.

إکنا: كيف أثرت غطرسة القوى الغربية على التفاعلات العالمية؟

إن المشهد الاقتصادي هو أحد اخطر انواع الغطرسة التي استخدمتها القوى الغربية للتأثير على المجريات العالمية، وتدمير البنية الاجتماعية عند الشعوب التي استهدفتها هذه الغطرسة، اضافة الى الاعلام الكاذب، والذي استخدم بطريقة محرمة، لم يراع حتى الاطفال في سلوكهم وتوجههم، مما خلق اجيالاً مشوهةً بكثير من السلوكيات، وخاصة بظل موجة السوشيال ميديا التي تنتهك كافة الخصوصيات، وكل هذه العوامل كانت تمهيداً لهذه اللحظة التي اعلنت فيها الحرب بالمنطقة (الروسية الاوكرانية) والتي رافقتها عقوبات كبيرة جداً على روسيا من اجل خلق ازمة عالمية ضاغطة تخنق الجميع، وتؤثر على الجميع من اجل انتاج نظام عالمي جديد.

والقوى الغربية تستخدم كافة الوسائل ومنها استغلال شعوبها لتدمير كل شيء، من اجل خدمة الصهيونية العالمية، وأحد مصادر الردع والدفاع عن المجتمعات والدول المستهدفة هي الثورة الاسلامية، لذلك الغرب يعلم ويدرك، انه طالما الثورة الاسلامية قوية وقادرة فان مشروع الصهيونية بتدمير المجتمعات والشعوب والعالم لن ينجح، من هنا تحاول غالبية القوى الغربية استخدام قوتها واعلامها لاستهداف الثورة الاسلامية، كونه مع سقوط الثورة الاسلامية يسقط الشرق والغرب بيد الصهيونية.

إکنا: كيف تحللون قضية محاربة الغطرسة من منظور القرآن؟

حقيقةً أنا لست رجل دين، لكن كمسلم اشعر بأني على الطريق السليم والمنهاج القويم، وان الاسلام قادر على معالجة الكثير من القضايا خاصة بظل هذا التطور والمتسارع العالمي، فالجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت من خلال الاسلام نموذجاً رائعاً على كافة المستويات، ان كان على مستوى حكم الشعب وتطبيق الديمقراطية الحقيقية، اضافة الى وجود نظام اقتصادي مرن، رافقه تطور هائل بكافة المجالات ومنها التطور التكنولوجي، وارسال الاقمار الصناعية، واضافة الى نجاح قل نظيره عالمياً على المستوى الطبي، والعلمي.

طالما انا أسير خلف الامام القائد السيد علي الخامنئي(دام ظله الشريف)، فأنا أعيش القرآن بكافة تفاصيله ومنها الاجتماعية والانسانية والايمانية، وايضا السياسية بمحاربة الغطرسة بمنظور قرآني مقدس.

كما تعلمون أن مناهضة الغطرسة کانت جزءا من تطلعات مفجر الثورة الاسلامية الإمام الخميني (رض)، كيف يمكن استخدام هذه الميزة لتعزيز روح المقاومة والوقوف ضد الأعداء؟

الامام روح الله الموسوي الخميني العظيم، هو الروح لكل هذا المتغير الذي تعيشه الشعوب المستضعفة، وخاصة التي اتخذت الخيار بالمقاومة والدفاع عن الكرامة والمقدسات، وبعد التحرير الكبير لجنوب لبنان من العدو الاسرائيلي وفرض المقاومة الفلسطينية شروطها على الكيان الاسرائيلي لأول مرة منذ نكبة 1948 هو انتصار هائل وكبير تغيرت معه معادلة الحروب الكلاسيكية اضافة الى موازين القوى، اليوم كل مستضعفي العالم يستفيدون من تطلعات مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني(رضوان الله عليه)، ويطبقونها، وهي اثمرت وقريباً تحقق غايتها الكاملة ان شاء الله.

كما تعلمون أن الاستكبار العالمي يقف ضد وحدة الأمة الإسلامية، يتحرك اليوم لأثارة انعدام الامن في العالم الاسلامي، ما هي أهم اقتراحاتكم لإحباط هذه المؤامرات؟

وللأسف المسلمون أنفسهم كانوا ضد وحدتهم، ومنهم دول سعى جهدها لنشر التفرقة واحداث الفتنة بين المكون الاسلامي، خدمة للعدو الصهيوني.

وأيضاً من بركة الثورة الاسلامية الايرانية انها سعت الى لم شمل المسلمين، وقيام أسبوع الوحدة الاسلامية، بل الثورة أنتجت حواراً بين مختلف الاديان والحضارات.

والثورة الاسلامية لا يتسع المجال للتحدث عن بركات نتاجها، وما قدمته للبشرية جمعاء، لكن يستطيع الشعب الايراني العظيم أن يستشعر كم شعوب العالم ممتنة لهذا الشعب العظيم وللثورة الاسلامية على ما قدموه للعالم.

captcha