وعقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي: "لم يفلح النواب في جلستهم الحادية عشرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وذلك لعدم وجود توافق بين الكتل حول اسم لرئيس توافقي والجميع يعرف أنه لن يحصل هذا الانتخاب إلا بأحد أمرين فأما أن يأتي إيعاز من الخارج لبعض القوى فتؤمن أكثرية لصالح رئيس ما وهذا معيب جداً وإن كان هو الواقع، وإما أن يتحاور النواب فيما بينهم للتوافق على رئيس يكون مقبولاً من الجميع وهذا المفضل، أو من أكثرية توصل رئيساً يمتلك مؤهلات يستطيع من خلالها مع حكومة قادرة ومجلس نواب نشيط الخروج من الأزمة التي يُعاني منها الوطن بعد أن وصل 81% من الشعب اللبناني إلى دون مستوى خط الفقر كما ظهر من بعض الدراسات التي أجريت حديثاً.

يجب أن تكون فترة الأعياد التي ينقطع فيها العمل السياسي ولأن الوضع استثنائي والأزمة كبيرة فرصة لجولة تشاورية كبيرة بين الأفرقاء كافة لوضع حلول وتجاوز العقبات التي تمنع من انتخاب رئيس جديد للبلاد، لا أن يتوجه الجميع لقضاء الأعياد إما بالسفر إلى الخارج أو لإحياء حفلات صاخبة فيما أغلبية الشعب اللبناني تُعاني من عدم إمكانية توفير العشاء لأولادهم الذين ينامون في أغلب الأحيان وبطونهم فارغة والبرد القارس ينهش عظامهم لعدم إمكانية توفير المحروقات أو الكهرباء للتدفئة، فهل سيكون هذا الواقع المأساوي سبباً لحالة طوارئ بين المسؤولين والتنازل عن المكتسبات الشخصية والفئوية والحزبية لمصلحة الوطن.

إن الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعها الأسبوعي وتدارسها للأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية تعلن ما يلي:

أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين المسؤولين في لبنان للتجاوب مع دعوة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري  للحوار من أجل التوصل إلى صيغة تضمن عقد جلسة تنتهي بانتخاب رئيس جديد للبلاد، فهي الطريقة الوحيدة للخروج من التكرار الممجوج لجلسات عقيمة.  

ثانياً: ينوه تجمع العلماء المسلمين بدعوة دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لعقد لقاء تشاوري في السراي الحكومي للبحث في آلية عمل الحكومة في فترة الفراغ الرئاسي  بشكل يحفظ استمرارية عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية وتأمين حاجات المواطنين من خلال توافق الجميع على أن هذه الأمور لا بد من معالجتها وإيجاد آلية مقبولة لتحقيق ذلك.

ثالثاً: ينوه تجمع العلماء المسلمين بانطلاق المناورة التجريبية لباصات النقل العام في بيروت والتي ستبدأ عملها نهار الأثنين المقبل، ويدعو التجمع إلى أن تشمل التغطية لهذه الباصات الأراضي اللبنانية كافة، ويطالب حكومة تصريف الأعمال بتأمين المستلزمات الضرورية لاستمرارها ولنجاحها ويشكر معالي وزير الأشغال الأستاذ علي حمية على جهوده في كل مجالات عمل وزارته.

 رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للفلسطينيين على المشاركة الواسعة في إحياء صلاة الفجر تحت عنوان "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى ومساجد الضفة، ويعتبر التجمع أن هذه الخطوة تؤكد على حضور الشعب الفلسطيني في كل الساحات وعدم تراجعه عن جهاده حتى تحقيق جميع مطالبه.

خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين ويدين استقبال قناة العربية السعودية لرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، ويعتبر أن هذا الأمر خطوة في اتجاه التطبيع بين الكيان الصهيوني وحكومة المملكة ولن تصل إلى الشعب السعودي الذي كان واضحاً في رفضه لذلك من خلال المقابلات التي أجريت معهم في المونديال في قطر وعبروا فيها عن عدم اعترافهم بالكيان الصهيوني واعتبارهم أن هذه الأرض بأكملها هي فلسطين وستبقى كذلك إلى آخر العمر.