ایکنا

IQNA

أقوال العلماء في الأحرف السبعة

15:07 - January 02, 2023
رمز الخبر: 3489307
عواصم ـ إکنا: لمّا كان القرآن من الأهمية بمكان لدى المسلمين على مر العصور، انصرفت الهمم للكشف عن معانيه، وبذلت الجهود الجبارة والمتتالية للغوص في استخراج بلاغة ألفاظه وأسرار أساليبه، وقد حظي موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف بعنايةٍ بالغةٍ لدى الأوائل والأواخر، بغية استجلاء المقصود بالسبعة الأحرف.

ولمّا كان كتاب الله سبحانه وتعالى من الأهمية بمكان لدى المسلمين على مر العصور والأزمان، انصرفت الهمم للكشف عن معانيه، وبذلت الجهود الجبارة والمتتالية للغوص في استخراج بلاغة ألفاظه وأسرار أساليبه، وقد حظي موضوع نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف بعنايةٍ بالغةٍ لدى الأوائل والأواخر، بغية استجلاء المقصود بالسبعة الأحرف؛ ولعل الخلاف الحاصل في هذا الباب ناشبٌ عن الإجمال الذي وقع في الروايات المختلفة، مع العلم أن تلك الروايات صحيحةٌ وقد أشبهت حد التواتر، ومن هنا فإن ذكر الأقوال والخلاف يكشف عن جانب معين من هذا الإجمال، وفي هذا المقال سيتم عرض أقوال أهل العلم بمقصود الأحرف السبعة.

أقوال العلماء في مفهوم الأحرف السبعة:

اختلف العلماء في المقصود بالحروف السبعة على أقوال كثيرة، فمن أبرزها:

القول الأول:

المقصود بالأحرف السبعة هي سبعة أوجه من لغات العرب في المعنى الواحد؛ حيث يقصد بالحرف الوجه، ونعني بذلك أن يكون المعنى واحدٌ في ذاته، ويعبّر عنه بلغاتٍ وأوجهٍ مختلفةٍ، ويمكن أن نطلق عليه مصطلح الترادف اللفظي أو الاشتراك المعنوي، نحو، أقبل، وتعال، وهلمّ، وعجّل، وأسرع، فهي ألفاظٌ مختلفةٌ لمعنى واحد.

القول الثاني:

المقصود بالأحرف السبعة هو أن القرآن الكريم نزل على لغة سبع قبائل من قبائل العرب، فأكثره بلغة قريش، ومنه ما هو بلغة هذيل، أو ثقيف، أو هوازن، أو كنانة، أو تميم، أو اليمن، فهو يشتمل في مجموعه على اللّغات السبع، ويختلف عن القول الأول بأنه عبارة عن سبعة أحرف حقيقية منثورة في سور القرآن، لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة متفقة المعنى.

القول الثالث:

المقصود بالأحرف السبعة هي الأساليب التي نزل عليها القرآن، فهي سبعة أنواع، فقيل: الأمر، والنهي، والحلال، والحرام، والمحكم، والمتشابه، والأمثال، وقيل: الأمر، والنهي، والوعد، والوعيد، والجدل، والقصص، والمثل، واختلفوا في تعيينها على أنواع كثيرة.

القول الرابع:

المقصود بالأحرف السبعة هي وجوه التغاير التي وقعت في القراءات، وقد جمعها ابن قتيبة، وهي: اختلاف الأسماء بالإفراد والتذكير، وفروعهما: التثنية والجمع والتأنيث، والاختلاف في وجوه الإعراب، والاختلاف في التصريف، والاختلاف بالتقديم والتأخير، والاختلاف بالإبدال: حرفٌ بحرفٍ، أو لفظٌ بلفظٍ

القول الخامس:

المقصود بالأحرف السبعة هو أن العدد سبعة لا مفهوم له، إلا أنه يشير إلى معنى الكمال، وفيه إشارة إلى أن القرآن الكريم محكم الأبواب والتراكيب، وعليه فلا يراد بالسبعة هنا إلا حقيقة الكمال والإتقان.

القول السادس:

المقصود بالأحرف السبعة هي القراءات السبع، وقد ورد هذا المعنى عن الخليل، وأنه فسر الحرف بالقراءة، حيث يسمى الشيء ببعض ما يقاربه أو يجاريه، أو قد يسمى الكل باسم الجزء، كاسم القافية من القصيدة.

سبب اهتمام العلماء بموضوع الأحرف السبعة:

يرجع سبب اهتمام العلماء بالمعنى التي تشير إليه الأحرف السبعة إلى أمور كثيرة؛ لعل أبرزها تعلّق هذه الأحرف بالقرآن الكريم؛ فهو أساس الدين ومصدر التشريع الذي تقوم عليه الأمة، ولأن العلوم المتعلقة بالقرآن هي من أعظم العلوم أجراً، وأشرفها قدراً، كذلك فإن الإجمال الوارد في جميع الروايات التي ذكرت نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، والغموض والإبهام في بعض الروايات أدى أيضاً إلى وقوع الاختلاف فيها، فضلاً عن كون الصحابة الكرام تخاصموا فيها واحتكموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان النبي(ص) يرد على كل واحدٍ قراءته ويصوّبها له، عدا عن كون الأحاديث لم تبين الاختلاف بين القراءات.

المصدر: عمون

captcha