ایکنا

IQNA

الشيخ توفيق علوية في حوار لـ"إکنا":

الاجراءات الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمواجهة إساءة مجلة "شارلي إیبدو"

10:02 - January 11, 2023
رمز الخبر: 3489452
بيروت ـ إکنا: أكد الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "الشيخ توفيق علوية العاملي" أن إساءة مجلة "شارلي إیبدو" الفرنسية للمرجعیة الدينية والمقدسات تصرف مخالف للفطرة البشرية، مصرحاً أن أفضل طريقة لمواجهة هكذا إساءات هي الاجراءات الدبلوماسية، والنشاط الثقافي، والنشاط التبليغي.

وقال ذلك، الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "الشيخ توفيق علوية العاملي" في حوار خاص له مع مراسلة وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) في لبنان "الاعلامية ريما فارس"، مؤكداً أن هذا التصرف الخطير لهذه المجلة الوقحة بإساءتها والوقحة بمخططها والمجرمة بدخولها ضمن منظومة ضرب القيم وخرق الناموس الإنساني، انما هو تصرف غير مقبول عقلاً ولا من الناحية القيمية وهو مخالف للفطرة البشرية، هذا التصرف اختاروه على وجه التحديد لأفضل وأعظم صورة مشرقة للإسلام في هذا القرن. لماذا؟ لأنهم بحثوا فوجدوا بأن الصورة المشرقة للإسلام إنما هي في الجمهورية الإسلامية في إيران وفي قيادتها العظيمة لذلك خصصوا الإساءة لقيادة الثورة والمرجعية الدينية وللشعب الإيراني المسلم وللثورة الإسلامية وخصصوا هذة الوقاحة لهذة الجهة بالذات لأنهم يعلمون أن الصورة المشرقة للإسلام إنما تكمن هنا.

وأضاف: "هم بنفس الوقت ماذا يصنعون؟ هم يروجون لصور أخرى تؤدي إلى الاساءة إلى الإسلام من قبل التكفيريين والوهابيين وأذناب المستعمرين الذين يدعون الاسلام والاسلام منهم براء. لكن هذا ما يهمهم! أن يكون المسلم مسيئاً للإسلام ويقدمه وبصورة بشعة، اما أن يقوم المسلم باظهار هذا الإسلام بصورة مشرقة فإنهم يصوبون السهام عليه ويعملون على نشر التخويف منه وهذا الذي يعبر عنه بإيران فوبيا، انهم يريدون أن يحولوا من إيران الإسلامية وإيران الثورة وإيران العلم وإيران الحضارة و إيران الروحانية وإيران القيم وإيران الإنسانية وان يحولوا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي هي أعظم مظهر للإسلام في هذا العصر فيريدون تحويلها إلى إيران فوبيا ويريدون تخويف الناس منها، ويريدون أن يجعلوا الخيال البشري غير متقبل بوجودها من خلال الإعلام.

وقال الشيخ توفيق علوية العاملي: "أنا أعتقد أن الإعلام له دور كبير وعظيم في قلب المفاهيم والحقائق لذلك علينا أن نواجه هذة الحملة ونقوم بعمل مضاد بتحشيد كل جهودنا الإعلامية لأجل رفع هذة الشبهات ونزع هذه الصورة من أذهان الناس. قد لا يلتفت الكثيرون منا إلى عمق هذة الجريمة والمبالغة في وقاحتها ولكن الخبير بذلك يعلم بأن هؤلاء لايخاطبون الشعب الإيراني ولا يخاطبون أمثالي وأمثال الذين يعلمون بحقيقة الأمر وإنما يخاطبون الذين يأخذون بهذه الشائعات ويأخذون بهذه النمطية وهذه الصورة نعم هم يخاطبون هؤلاء لذلك علينا أن نسعى لعمل مضاد في سبيل صد هذة الهجمات ورد هذه الاساءة الوقحة".

وأضاف أن أفضل طريقة لمواجهة هكذا اساءات أن نقوم بالموازاة بالتوجه نحو الاجراءات الدبلوماسية، والنشاط الثقافي، والنشاط التبليغي، وأيضاً من خلال توطيد العلاقة العظمى والكبيرة بين الشعوب وبين المرجعية الدينية، لكن الأهم من كل هذا هو الإعلام، علينا باستثمار الإعلام استثماراً جيداً لأنّ الأعداء انما يستغلون هذه الوسيلة للإساءة إلينا فعلينا أن نستغل نفس الوسيلة من أجل ردّ هجماتهم واساءاتهم وإظهار الحقائق والقيم والحقيقة الناصعة للمرجعية الدينية الرشيدة والثورة الإسلامية.

وأشار الى أن ما قامت به مجلة "شارلي إیبدو" الفرنسية من الإساءة للمرجعية الدينية والقيم الدينية والإنسانية للشعب الإيراني المسلم لمرجعيته وقيادته وثورته المباركة هو عمل يرفضه العقل أولاً ويرفضه العقل الإنساني ثانياً وترفضه المواثيق والدفاتر القانونية والحقوقية الدولية ثالثاً واذا أتينا الى كل الديانات فانها مجمعة على عدم الاساءة مجمعاً بل إن الديانات تدعو الإنسان أن يرد الاساءة بالإحسان فما بالنا بالإساءة ابتداءً وعدواناً.

وأوضح أن هذا التصرف الوقح لمجلة "شارلي إیبدو" الفرنسية إن دلّ على شيء فانه يدلّ على أنها مجلة أداة وأن هناك من يقوم بهذا الفعل من وراء هذه المجلة، وهذا الفعل أيضاً ليس مؤقتاً بزمانه وإنما هو عمل إجرامي وقح متسلسل ومدبر وليس وليد لحظته وانما هو ضمن مخطط عام قد اشتغل عليه من زمن بعيد، حتى ان بعض الفرنسيين الذين ينتمون الى هذا النهج الاجرامي الوقح جاؤوا الى الإمام شرف الدين في وقته وأنبهم الإمام شرف الدين(قدس سره) على هذه الاساءة لرسول الإسلام (ص) وقال لهم ان الرسول الاعظم (ص) هو متفضل عليكم لانه أقر لكم بأن المسيح (ع) قد ولد من دون أب اذاً كيف لكم أن تستدلوا  على أن المسيح (ع) قد ولد دون أب لولا ان الرسول الاعظم (ص) ولولا القرآن المجيد الذي نزل على الرسول (ص) قد أرشدونا الى تصديق ذلك.

وأكد أن هذا التصرف من هذه المجلة وتبعاً للمنهجية القديمة المتجددة وضمن هذا المخطط، التصرف الوقح لهذه المجلة إنما يريد أن يسلط الضوء على المرجعية وعلى القيادة الإسلامية للثورة الاسلامية في إيران لماذا لأن هذه القيادة تجسد الانسانية والخلق الرفيع الحسن وتجسد الحضارة وإلا لماذا لا يصوبون على الكثير من الخرافات الموجودة في الكثير من الحالات التي تتواجد في دول متعددة، فهناك حالات خرافية وليدة أساطير لا دخل لها في الواقع وإنما هي وليدة موهومات ومع ذلك هذه المجلة وغيرها والنهج الذي تنتمي اليه هذه المجلة يقومون بتزكية هذه الخرافات والأساطيل لأنها لا تضر بسياستهم.

وقال الشيخ توفيق علوية العاملي: "بلا ريبٍ و بلا أدنى شك إن كل عمل يدار ضد الجمهورية الإسلامية في ايران، إنما يدار بأصابع صهيونية وإن كان الظاهر عربياً أو فرنسياً أو بإسم مجلة أو غيره كل ما نراه من تصويب بالسهام إلى الجمهورية الأسلامية في إيران وإلى كل من يقوم بهذا الفلك الطاهر المؤمن إنما يدار من قبل الصهاينة لأنهم لديهم فوبيا من الجمهورية الاسلامية في إيران ومن قوة إيران ومن انسانية الجمهورية ومن الأبداع في الجمهورية، هؤلاء هم لديهم فوبيا لماذا؟ لأن الجمهورية الاسلامية في ايران توقف مشاريعهم في المنطقة وتوقف احتلالاتهم.

وقال ان اللوبي الصهيوني وكل أداة للوبي الصهيوني للعالم سواء كان مجلة أو جمعية أو حتى دول للأسف الشديد يدار الاساءة الوقحة لهذه المجلة التي قامت بالاساءة لمقام المرجعية الرشيدة و قيادة الثورة و الشعب الايراني المسلم.

وأكد أن الإعلام الغربي بكل زخمه عندما يريد تبرير إساءة ما للشعوب الاخرى أو القيم العظمى أو للإسلام أو لقيادة الثورة الإسلامية والمرجعية للشعوب المسلمة يتذرعون بما يسمى بحرية التعبير، فنحن نقول إن هذا العمل ليس حرية إنما هو فساد وهناك فارق كبير بين الحرية وبين الفساد، الحرية هي إشعاع جميل لايمكن أن يتسلل اليه الاساءة والوقاحة والشتم و السب والسخرية والاستهزاء ونشر الفتن بين الناس، الحرية مفهوم نظيف مفهوم جميل مفهوم فيه الحب والعدل إنما هذا العمل الذي يقومون به إنما هو ليس حرية وانما هو فساد، ومن هنا فإن المجتمعات الغربية التي نجلها ونحترمها مدعوة لعدم تمرير هكذا مشاريع خبيثة وإساءات خبيثة بإسم الحرية، الحرية أعظم قدراً وأقدس مقاماً من أن تلوث باساءات وبسخرية وباستهزاء، لا يمكن أن يسمى هذا بحرية، الحرية بعكسها.

وصرح الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية أن الإنسان الحر هو الذي يرفض هذه الإساءات والسخرية وهذا الاستهزاء وهذا النيل المسيء للشعوب والقيم، والحرية تضاد هؤلاء، ومن هنا فعلينا أن نقوم بعملية تظهير الحرية بشكل صحيح وبصورة سليمة وعلينا أن نقوم بعملية تظهير مبادئنا وقيمنا لهذه المجتمعات الغربية حتى تصل إلى مرحله ان تقوم نفس هذه الشعوب الغربية التظاهر ضد هكذا مجلة وكل من يخطط للاساءة للآخرين خدمة للصهاينة من خلال هكذا مجلة و غيرها.

وأشار الى أن المرجعية الدينية الاسلامية الشيعية هي محل هجمات واعتداءات وإهانات هؤلاء منذ القدم ولكن وتيرة الهجمات والاعتداءات والاهانات والسخرية تشتد الأن في هذا العصر لأنهم رأوا بأم أعينهم كيف أدارت المرجعية الدينية الرشيدة المعركة بوجه هؤلاء المستكبرين المستعمرين والصهاينة والمتصهينين والمطبعين وكيف انتصرت عليهم، وكيف كانت الثقة كبيرة بين المرجعية وبين الشعوب الإسلامية، ومن هنا لا سبيل لهم بنظرهم الا أن يقوموا بتسقيط هذه المرجعية من خلال الاستهزاء والإهانة وما أشبه و تعلمون ان الإهانة والاستهزاء والسخرية اذا تم تمريرها فقد تؤتي ثمارها والعياذ بالله ولا سمح الله، و من هنا فعلى الأمة الإسلامية أن تعيش علاقة وطيدة اكثر فأكثر بالمرجعية، و إن تكون الشعوب أقرب الى المرجعية لتفويت الفرصة على الأعداء.

المزيد من التفاصيل بالمقطع الصوتي المرفق...

captcha