وقال الله سبحانه وتعالى في الآية 19 من سورة "آل عمران" المباركة أن دين الحق هو الإسلام "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ".
وربما هناك من يفسر الآية الكريمة على أن الدين عند الله الإسلام دون غيره و لكن للمفسرين الكبار قول آخر مشيرين إلى أن الإسلام في العربية يعني "الإستسلام".
وجاء في تفسير "نمونه"(الأمثل) للمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي أن الدين الحقيقي عند الله هو التسليم لأمره وحقيقة الدين تكمن في التسليم أمام الحق.
وتشير الآية إلى حقيقة الدين وذاته الموحدة كما تشير إلى أساس إختلاف البشر في الطوائف والديانات بعيداً عن فحوى الدين "وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ".
وبحسب تفسير "النور" للمفسر الايراني للقرآن الشيخ "محسن قرائتي" فإن الآية الكريمة تتضمن العديد من الرسائل في ثناياها منها الآتي:
أولاً: الإيمان بالتوحيد والعدل والحكمة (بحسب الآية 18 من سورة آل عمران) تمهد للتسليم "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ".
ثانياً: قبول الإسلام آخر دين سماوي ضرورة لقبول الإسلام "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ".
ثالثاً: تجاوز الحق سبب في الإختلاف "وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ ... بَغْياً".
رابعاً: أساس الخلافات الدينية هو الحسد والظلم "مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ".
خامساً: الحسد يمهد إلى الكفر "بَغْياً ... وَ مَنْ يَكْفُرْ".
سادساً: الكتاب والعلم وحدهما لا ينجيان البشر "أُوتُوا الْكِتابَ، جاءَهُمُ الْعِلْمُ، مَنْ يَكْفُرْ".
سابعاً: من يزرعون الخلاف متعمدين سيحاسبهم الله "سَرِيعُ الْحِسابِ".