ایکنا

IQNA

التعريف بالتفاسير والمفسرين / 16

"تفسير الصافي" يعدّ من التفاسير الروائية القيمة

14:16 - February 19, 2023
رمز الخبر: 3490023
طهران ـ إکنا: قام "الفیض الكاشاني" في تفسير"الصافي" بتفسير الآيات القرآنیة بالتركيز على روايات الأئمة المعصومين(عليهم السلام)، وهو تفسير مختصر وشامل، وكان موضع اهتمام المفسرين الذين جاؤوا بعده.

وتفسير "الصافي" هو أحد التفاسير  الروائية لمؤلفه "ملا محسن الفيض الكاشاني" حيث قد استخدم المؤلف المصادر الشيعية والسنية في تأليف هذا التفسير.

وهذا التفسير يكون من التفاسير الروائية (أي: تفسير الآيات بناء على ما ورد في الروايات)، وهو تفسير مختصر وشامل، وكان موضع إهتمام المفسرين والباحثين الذين جاؤوا بعده.

ويعدّ هذا التفسير من التفاسير الروائية القيمة للشيعة الذي يضم عدداً هائلاً من الروايات عن أئمة أهل البيت(ع) في تفسير آيات القرآن وهو خال من الآراء العامة والمملة فلهذا سمّاه المؤلف بالصافي، كما قام المؤلف بنفسه بتلخيص تفسيره تحت عنوان "تفسير الأصفى".

الفيض الكاشاني، هو محمد بن مرتضى الكاشاني، (1007 ــ 1091 هـ) المعروف بالملا محسن، حكيم ومحدث ومفسر للقرآن وفقيه شيعي ينتمي الى المدرسة الإخبارية، عاش في القرن الحادي عشر الهجري، وقد تتلمذ عند أكابر العلماء في عصره من أمثال الملا صدرا، والشيخ البهائي، والمير فندرسكي، والمير داماد.

وله عدّة مؤلّفات في مجال الفقه والحديث والتفسير والفلسفة والأخلاق والعرفان الإسلامي، وقد سلك المسلك الأخباري؛ ولهذا فآراؤه تختلف عن آراء العلماء الأصوليين، منها وجوب صلاة الجمعة، وجواز الغناء بشروط، وغيرها. ومن نشاطاته السياسية والاجتماعية إقامة صلاة الجمعة في كاشان وأصفهان من مُدن إيران.

وبدأ الفيض الكاشاني دراسته في كاشان حيث مسقط رأسه، وانتقل بعد ذلك الى أصفهان حيث كانت في ذلك الوقت من أهم مراكز العلم عند الشيعة. ثم انتقل الى شيراز للتتلمذ عند السيد ماجد البحراني، وبقي هناك سنتين ثم عاد إلى أصفهان، وبدأ بالحضور عند الشيخ البهائي. وكان قد حصل على إجازة الرواية من الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني وذلك عند سفره إلى الحج.

وبعد أن رجع من الحج ذهب إلى قم ورافق الملا صدرا وتتلمذ عنده، وحين ذهب الملا صدرا الى شيراز ذهب معه، وبقي معه هناك لمدة سنتين. وفي النهاية رجع الفيض الى كاشان، وانشغل هناك بالتدريس والتأليف. أصبح بعد ذلك إمام الجمعة في مدينة كاشان، بعد أن طلب منه الشاه عباس الثاني ذلك. وسمّيت المدرسة الفيضية التي هي من أقدم المدارس في قم بهذا الاسم؛ نسبة للفيض الكاشاني.

ويعدّ تفسیر "الصافي" من أشهر التفاسیر الشيعية باللغة العربية حيث قام فيه المفسر بتفسير جميع الآيات القرآنية وذكر روايات الأئمة المعصومين(ع) حول هذه الآيات. ویضمّ هذا التفسير على مقدمة قيمة حيث يعبر فيها المؤلف عن آرائه وتحلیل هذه الآراء يمكن أن يكشف عن المنهج التفسيري لدى الفيض الكاشاني.

وطريقته في شروع التفسير، أنّه يبدأ باسم السورة ومكيّها ومدنيّها وعدد آياتها ثم يشرع في تفسيرها، وكان في تفسيره يرجع  إلى محكمات القرآن، فإن القرآن يفسر بعضه بعضاً، وفي نهاية كل سورة يذكر الأحاديث الواردة في فضل السورة.

ومن خصائص هذا التفسير هي بيان سبب النزول في شخص أو أشخاص، وبيان شأن الأئمة والفرائض والأحكام ومناخ نزول الآيات وازاحة الستار عن الشبهات المثارة وعن المدلول الظاهري للآيات وغير ذلك من الخصوصيات التي تنم عن الدور المهم الذي تلعبه الروايات في التفسير.

وقد أفاد العلامة الطباطبائي كثيراً من تفسير الصافي، واستشهد بأقوال مؤلّفه في تفسيره الميزان. وقد استعان الفيض الكاشاني بعدة تفاسير روائية منها تفسير بن علي بن إبراهيم القمي وتفسير العياشي وتفسير فرات الكوفي والتفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري وببعض الكتب الروائية والمجامع الحديثية للشيعة لاسيما أصول الكافي.

وقدّم المؤلف لتفسيره مقدمة على اثني عشر فصلاً، وتعتبر هذه المقدمة من أحسن المقدّمات التفسيرية حيث بيّن فيها مواضع أهل التفسير في النقل والاعتماد على الرأي، وما يجب توفرّه لدى المفسرّ عند تفسيره للقرآن من مؤهلات ضرورية:

المقدمة الأولی: الوصية بالتمسك بالقرآن وفضله.

المقدمة الثانية: علم القرآن الذي هو عند أهل البيت(ع).

المقدمة الثالثة: تأكيد علی أن جلّ القرآن ورد في أهل البيت(ع) وفي أوليائهم وفي أعدائهم، وبيان سر ذلك.

المقدمة الرابعة: معاني وجوه الآيات من التفسير والتأويل والظهر والبطن والحد والمطلع والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وغير ذلك.

المقدمة الخامسة: المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه.

المقدمة السادسة: جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك.

المقدمة السابعة: أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه.

المقدمة الثامنة: أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات واختلاف القراءات والمعتبرة منها.

المقدمة التاسعة: زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك.

المقدمة العاشرة: تمثل القرآن لأهله يوم القيامة وشفاعته لهم وثواب حفظه وتلاوته.

المقدمة الحادية عشرة: كيفية التلاوة وآدابها.

المقدمة الثانية عشرة: بيان ما اصطلح عليه المولف في تفسير الآيات ليكون الناظر فيه على بصيرة.

captcha