إن "الملا محمد جلي زاده" هو أحد علماء أهل السنة البارزين في كردستان العراق؛ ولد العام 1876 في أربيل وكان أبوه وجدّه من كبار العلماء في مدينة "كويسنجق" بمحافظة "أربيل" في إقلیم کردستان العراق.
وبدأ الملا محمد جلي زاده بتعلّم القرآن الكريم والفقه والنجوم والمنطق تحت إشراف أبيه وحصل العام 1898 للمیلاد على شهادة ليصبح مدرساً.
إقرأ أيضاً
وفي مجال النشاطات السياسية والاجتماعية، تولى الملا محمد جلي زادة خلال حياته عدة مناصب مهمة. في عام 1912 م تمّ تعيينه مفتياً لمدينة كويسنجق في أربيل؛ وهو المنصب الذي اكتسب بفضله لقب "الملا العظيم" الفخري.
وفي عام 1915 للمیلاد، أصبح عضواً في مجلس الموصل الحكومي، وفي عام 1919 م تم تعيينه قاضياً، وبقي في هذا المنصب لمدة 10 سنوات. وفي عام 1924م إنتخب عضواً في المجلس التأسيسي العراقي ممثلاً عن مدينة كويسنجق، وسنة 1928 إعتزل جميع الوظائف ليتفرغ إلى التأليف ولهذا السبب يمكن القول بأنه لم يكن مجرد عالم دين، بل كانت لديه معرفة واسعة بالعديد من قضايا عصره.
وبخصوص تفسيره للقرآن الكريم، ترك جلي زاده جميع الوظائف الحكومية عام 1928 م ليتفرغ للكتابة حيث قام بتأليف ما يقرب من عشرين كتاباً في مواضيع إسلامية مختلفة.
إن أهم أعماله بلا شك التفسير الكردي للقرآن المسمى "له كه لامي خداوه ندي" (كلام الله) الذي كتبه في 10 مجلدات. هذا العمل مكتوب بالكردية السورانية التي ينطق بها الأكراد الذين يعيشون في شرق العراق وغرب إيران، وهو من أقدم الأعمال المكتوبة باللغة الكردية.
وقام بكتابة هذا التفسير خلال عشر سنوات من عام 1933 إلى عام 1943. وفي هذه الفترة كان الملا محمد قد بلغ ذروة نشاطه الفكري والعلمي، وتنعكس دراساته العميقة في المجالات المتعلقة بالقرآن الكريم في هذا التفسير الذي قدّمه للقرآن.
ويعدّ هذا التفسير من أهم وأول تفاسير القرآن باللغة الكردية، وقد كتبه بأسلوب عقلاني ووسطي. ورغم تمسك جلى زاده بالمذهب الشافعي والمذهب الأشعري، وكلاهما شائع في العراق، إلا أن ذلك لم يمنعه من الأخذ بآراء الآخرين في تفسيره، حتى لو خالفت المذهب الشافعي والمعتقدات الأشعرية.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: