وُلد القارئ الشيخ محمد محمد أبو العلا، وشهرته الشيخ محمد الليثي، عام 1949، بقرية النخاس، التابعة لمركز الزقازيق، بمحافظة الشرقية، ولُقب بـ«الليثي» تيمناً بالإمام الليث بن سعد، وحفظ القرآن وهو الثالثة من عُمره، وختمه في سن السادسة، وتعلّم القراءات العشر على يد الشيخ محمد العربي، بقرية بني قريش، التابعة لمركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، وبدأ يقرأ في المناسبات المختلفة داخل قريته وهو ابن السابعة عشرة من عُمره فذاع صيته في القرى المجاورة حتي بلغت شهرته الآفاق.
تقدم «الليثي»، لاختبار الإذاعة في عام 1984 وقُبل بها، وعرفته مصر كلها بصوته المميز القوى، ولُقب في وقت قياسي بـ«ملك التلاوة»، لموهبته الرائعة في القراءة، وما يتمتع به من حلاوة الصوت ودقة الأداء، حتى أصبح من مشاهير القراء في مصر والعالم.
وفي عام 1986، صدح صوت «الليثي» عبر أثير الإذاعة المصرية، وأحيا العديد والعديد من الحفلات على الهواء مباشرةً من أكبر مساجد مصر كمساجد الإمام الحسين(ع)، والسيدة زينب(س)، والنور بالعباسية، والإمام الشافعي، وغيرها من المساجد.
وسافر «الليثي» إلى العديد من دول العالم، أبرزها أمريكا، وأستراليا، وبروناي، وتركيا، وإيران، وخلال رحلاته الخارجية حصل على العديد من شهادات التقدير، وعدد كبير من الأوسمة والجوائز العالمية.
رحيل القارئ الشيخ محمد الليثي
توفي الشيخ محمد الليثي 5 مارس عام 2006، عن عُمر ناهز الـ57 عاماً، ليُدفن بمسقط رأسه بقرية النخاس، التابعة لمركز الزقازيق، في محافظة الشرقية، بعد رحلة حافلة في خدمة كتاب الله.
حفيد الشيخ «شعيشع»: الشيخ «الليثي»كان يتمتع بصوت قوي ورنان
ومن جانبه، أكد محمد عوض اليماني، حفيد القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، لـ«الوطن»، أن القارئ الراحل الشيخ محمد الليثي كان من القراء الكبار، ومن أعلام دولة التلاوة، وكانت تجمعه صداقة قوية جداً بالشيخ أبو العينين شعيشع، لافتاً أن «الليثي» كان يتمتع بصوت قوي ورنان قلما يُضارعه فيه قارئ آخر، حتى إنه كان يستطيع أن يواصل القراءة لفترة طويلة بدون توقف.
وأضاف «اليماني»، أن الشيخ «الليثي» كان حريصاً على زيارة جدّه الشيخ «شعيشع» في منزله بمصر الجديدة، والتواصل معه دائماً، داعياً الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته بقدر ما أفنوْا أعمارهم في خدمة القرآن الكريم وأهله.