وسورة "التحريم" المبارکة هي السورة الـ66 ضمن الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية وعدد آياتها 12 آية فقط وهي السورة الـ108 من حيث ترتيب نزول السور على النبي محمد(ص).
وسمِّيت السورة بالتحريم بسبب أول آية فيها التي بدأها الله تعالى بقوله: "يا أيُّها النبيُّ لمَ تحرِّمُ ما أحلَّ الله لكَ تبتغي مرضاةَ أزواجِكَ والله غفورٌ رحيمٌ" وتتحدث السورة عن قصة النبي(ص) مع بعض أزواجه عندما حرّم على نفسه بعض أنواع الطعام.
ومن أهمِّ مقاصد سورة التحريم أنَّها نزلَت عتابًا لرسول الله(ص) عندما حرَّم على نفسه أموراً كان الله تعالى قد أحلَّها له وذلك من أجل أن يرضي أزواجه من النساء حيث قال تعالى: "يا أيُّها النبيُّ لمَ تحرِّمُ ما أحلَّ الله لكَ تبتغي مرضاةَ أزواجِكَ والله غفورٌ رحيمٌ".
ثمَّ تشير مقاصد سورة التحريم إلى بعض الأمور التي يجب على المسلمين القيام بها لحماية أنفسهم وأهليهم من عذاب الله تعالى ومن نار الجحيم، قال تعالى: {يا أيُّهَا الذِينَ آمنُوا قُوا أنفُسَكُم وأَهلِيكُمْ نارًا وقُودهَا النَّاسُ والحجَارَةُ علَيهَا ملَائِكَةٌ غلَاظٌ شدَادٌ لا يعصُونَ اللَّهَ ما أَمرَهُمْ ويفْعَلُونَ ما يؤمَرُونَ}، وتحثُّ المسلمين على أن يسارعوا لإعلان التوبة الخالصة الصادقة لله تعالى.
ووفق سورة التحريم، أفضل توبة هي "التوبة النصوح" كما جاء في الآية الثامنة من هذه السورة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ "، والتوبة النصوح ما يصرف صاحبه عن العود الى المعصية أو ما يخلص العبد للرجوع عن الذنب فلايرجع الى ما تاب منه. إن مصطلح "التوبة النصوح" ورد في هذه السورة من القرآن الكريم فقط، وإنه مصطلح له مكانة خاصة في الثقافة الإسلامية.
وتتضمن السورة ذكر نموذجين صالحين من النساء وهما "آسية" زوجة فرعون و"مریم بنت عمران" ونموذجين غير صالحين وهما زوجة نوح وزوجة لوط وتحذر نساء النبي(ص) من هذين النموذجين الأخيرين، ويدعوهن إلى الاقتداء بالنموذجين الأولين.