ایکنا

IQNA

أسرار وفضائل سور القرآن / 68

سورة "القلم"....من أعظم الأدلة على اهتمام الإسلام بالعلم

16:21 - March 16, 2023
رمز الخبر: 3490407
طهران ـ إکنا: إن القلم یعدّ من أكبر نعم الله وأجلِّها على العباد، وأقسم الله سبحانه وتعالى بالقلم كأداة الكتابة تكريماً لشأن القلم، ويمكن القول إن سورة "القلم"من أعظم الأدلة على اهتمام الإسلام بالعلم والعلماء.

وسورة "القلم" المباركة هي السورة الثامنة والستون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية للمصحف الشريف ولها 52 آية وهي السورة الثانية من حيث ترتيب نزول السور على رسول الله(ص).

وسميت سورة القلم بهذا الاسم لأن الله(عز وجل) أقسم في بدايتها بالقلم، وتسمى أيضًا: سورة "ن والقلم" نسبة إلى اللفظين الواقعين في بدايتها، وتسمى في بعض المصاحف سورة "ن" نسبة إلى الحرف المفرد الذي افتتحت به قياساً على تسمية سورة ص وسورة ق، وأقسم الله بالقلم والكتابة  في هذه السورة.

ويقول المفسر الايراني للقرآن "العلامة الطباطبائي" في كتابه "الميزان في التفسير" حول سورة القلم إنه أقسم الله سبحانه بالقلم وما يسطرون به وظاهر السياق أن المراد بذلك مطلق القلم، ومطلق ما يسطرون به وهو المكتوب فإن القلم وما يسطر به من الكتابة من أعظم النعم الإلهية التي اهتدى إليها الإنسان يتلو الكلام في ضبط الحوادث الغائبة عن الأنظار والمعاني المستكنة في الضمائر ، وبه يتيسر للإنسان أن يستحضر كل ما ضرب مرور الزمان أو بعد المكان دونه حجاباً".

وتستعرض سورة القلم لبعض الصفات الخاصة لرسول الله(ص) وخصوصاً أخلاقه البارّة السامية الرفيعة، كما تتعرض بعض الآيات إلى قِسم من الصفات السيئة والأخلاق الذميمة لأعداء النبي(ص). وذكر الله تعالى في سورة القلم قصّة أصحاب الجنّة، وبعض الآيات لهذه السورة تتحدث عن الانذارات والتهديدات للمشركين.

وإبتدأ الله تعالى السورة بالقسم بالقلم؛ وذلك للدّلالة على فضل العلم وأدواته في نشر العلم والمعرفة والدعوة الإسلامية، ثمّ نفت الآيات الاتهامات التي كانت قد وّجهت لرسول الله(ص) بعد جهره بالدعوة ومنها الجنون، وأثبت الله تعالى الأجر والفضل العظيم لنبيه الكريم على تبليغه الدعوة من غير نقصان في أجره، وامتدح الله تعالى نبيه(ص) على حسن خلقه، واتصافه بالصفات الحميدة، وتخلّقه بأخلاق القرآن، وكونه قدوةً حسنةً للمسلمين جميعهم، ووعد الله تعالى الناس بأن يأتي يوم يكشف به حقيقة صدق نبيه، وحقيقة الذين كفروا وكذبوا به.

ومن مقاصد سورة القلم هي توجيه رسول الله(ص) على الاستمرار بالدعوة إلى الله، ومخالفة المكذبين الذين يتمنّون لو أنّ رسول الله(ص) يتهاون في دعوته قليلًا ويميل إليهم، ثمّ نهى الله تعالى عن اتباع كلّ كاذبٍ يتّصف بهذه الصفات الذميمة.

وذكر الله تعالى في سورة القلم قصّة أصحاب الجنّة الذين شبههم بالكافرين من أهل مكة، حيث يتشابهون معهم في إعراضهم عن الله تعالى وصدّهم عن طلب رضاه، وعدم شكرهم له على نعمه، فهددهم الله تعالى وذّكرهم بهذه القصة؛ لكيلا تكون عاقبتهم كعاقبة أصحاب الجنة، وهي الهلاك والخيبة والخسران، وأمّا أصحاب الجنّة فهم قومٌ كانت لهم حديقةٌ مليئة بالزرع والثمار، وكانوا قد ورثوها عن أبيهم الذي كان يترك هذه الجنّة من الثمار مفتوحةً للفقراء واليتامى والمساكين، ولمّا توفّي أبوهم، عزموا على منع اليتامى والمساكين من دخولها، وأقسموا على ذلك، فأصبحت جنّتهم محروقةً لا ثمر فيها ولا زرع، وذلك جزاء كفرهم وإعراضهم.

captcha