إن الإيمان بالجزاء في الآخرة ويوم الحساب يعطي للإنسان حافزاً على تحمل الشدائد بأمل مضاعفة الأجر.

وقد يتساءل البعض عن السبب الذي يجعل الأثرياء يقدمون أموالهم والفقراء يقدمون أرواحهم في سبيل الله أو لماذا يتجنب الإنسان رغباته وشهواته وإتباعها في الدنيا؟

أليس ذلك ابتغاء مرضاة الله يوم الحساب ومن منطلق الإيمان بجزاء كل عمل يوم القيامة ولقوله تعالي " فَالیومَ الّذینَ آمنوا مِن الكفّارِ یَضحَكون".

والمثال على ذلك الإيمان هو هبة الإمام علي (ع) وزوجته فاطمة (س) إفطارهما إلى فقير محتاج ثلاثة ليال على التوالي وهو الأمر الذي عبرت عنه سورة الإنسان بالآية الكريمة " اِنّا نَخاف مِن ربّنا یَوماً عَبوساً قَمطَریراً".

فيجعل الإيمان بالمعاد المؤمنين ملتزمين إزاء الفقراء والمحتاجين فمن لايهتم بالفقراء سيكون مصيره النار كما قال تعالى أن هؤلاء سوف يقولون يوم القيامة " وَلَم نَكُ نُطِعمُ المسكین"(المدثر / 24).

مقتطفات من كتاب "أصول العقائد الاسلامية(المعاد)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائـتي"