ایکنا

IQNA

متطلبات طرح البحوث القرآنية على المستوى الدولي

11:44 - December 29, 2025
رمز الخبر: 3502993
طهران ـ إکنا: قالت الباحثة المتميزة في جامعة العلوم والمعارف القرآنیة في إيران "فرشته محمدي": "يجب أن تشمل البحوث القرآنية الدولية قضايا عابرة للثقافات مثل العدالة، الكرامة الإنسانية، السلام، الأخلاق، الأسرة، الروحانية، وأزمات المعنى للإنسان المعاصر، بدلاً من التركيز على الاهتمامات المحلية أو الداخلية".

وأعلن عن ذلك، الباحثة المتميزة في جامعة العلوم والمعارف القرآنیة في إيران "فرشته محمدي" في حوار خاص لها مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا).

وفي معرض حديثها عن قدرة طلاب الجامعات في مجال البحوث القرآنية، قالت فرشته محمدي: "يتمتع الطلاب بقدرة عالية جداً في مجال الدراسات القرآنية، ولكن مدى تفعيل هذه القدرة يعتمد على كيفية التوجيه والدعم العلمي"، مبينة "تتشكل العديد من الأسئلة الجديدة حول المعنى، والأخلاق، والهوية، والعدالة، ونمط الحياة في أذهان جيل الطلاب، وهذا يمكن أن يكون نقطة البداية للبحوث القرآنية الإبداعية والموجهة نحو المشكلات، والتي يتطلب تحقيقها الثقة، والتوجيه العلمي، وتوفير البيئات المؤسسية المناسبة".
 
وبشأن التحديات التي تواجهها البحوث القرآنية، بيّنت: "من بين التحديات القرآنية هي الفجوة بين الدراسات القرآنية والقضايا المجتمعية الملموسة. لا يزال جزء كبير من البحوث القرآنية يقتصر على المستوى النظري والمكتبي، وقليلاً ما يستجيب للاحتياجات الثقافية والاجتماعية وحتى الحضارية الحقيقية للمجتمع اليوم. هذه المسألة تؤدي إلى قلة دخول الإنجازات البحثية إلى مجال التنفيذ وصنع السياسات".

إقرأ أيضاً:

وعن ضرورة الربط بين البحوث القرآنية والنظام التنفيذي، قالت "فرشته محمدي": "إنّ الربط بين البحوث القرآنية والنظام التنفيذي ضرورة أساسية، وليس خياراً شكلياً. يمكن تفسير هذه الضرورة من عدة جوانب، منها أن الطبيعة الإرشادية والاجتماعية للقرآن الكريم تقتضي أن تتجلى معارفه في مجال العمل والإدارة الاجتماعية".
 
وأكدت الباحثة المتميزة في جامعة العلوم والمعارف القرآنیة في إيران أن "القرآن الكريم ليس مجرد نصّ للدراسة النظرية، بل هو كتاب هداية، ومنظم للعلاقات الإنسانية. إذا لم ترتبط البحوث القرآنية بالنظام التنفيذي، فإن هذه الوظيفة الإرشادية ستبقى عملياً محصورة في الفضاء الأكاديمي".
 
وأضافت أن "تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة لايمكن دون ربط البحوث القرآنية بالنظام التنفيذي". موضحة أن "بناء الحضارة يتطلب تحويل التعاليم الوحيانية إلى سياسات، وبرامج، وقوانين، وسلوك اجتماعي، وهذا الأمر لن يكون ممكناً إلا من خلال البحوث القرآنية الموجهة نحو المشكلات والمرتبطة بميدان العمل".
متطلبات طرح البحوث القرآنية على المستوى الدولي
وعن متطلبات طرح البحوث القرآنية على المستوى الدولي، قالت: "من أهم المتطلبات يمكن الإشارة إلى تعريف المشكلة بناءً على الأسئلة العالمية والإنسانية المشتركة"، مؤكدة أنه "يجب أن تبدأ البحوث القرآنية الدولية من قضايا عابرة للثقافات مثل العدالة، الكرامة الإنسانية، السلام، الأخلاق، الأسرة، الروحانية، وأزمات المعنى للإنسان المعاصر، وليس فقط من الاهتمامات المحلية أو الداخلية. هذا النهج يتيح إمكانية الحوار الفعال مع الجمهور العالمي".
 
وأضافت فرشته محمدي أن الاهتمام بهذه المتطلبات يرفع البحوث القرآنية من المستوى المحلي والداخلي ويحوّلها إلى فاعل مؤثر في الحوار العلمي العالمي.
 
وفي معرض حديثها عن آفات البحوث القرآنية، قالت: "للأسف، هناك العديد من الآفات التي تعيق حيوية وفعالية وكفاءة البحوث القرآنية، منها ضعف تحديد المشكلات الحقيقية؛ فالعديد من البحوث لاتنطلق من الاحتياجات الحقيقية للمجتمع أو الأسئلة المستجدة للعصر، بل تتشكل فقط امتداداً لموضوعات متكررة أو عناوين تعليمية".

وأضافت أن "إعادة إنتاج المواد السابقة مع تغيير طفيف في التعبير أو الإطار النظري دون تقديم إنجاز جديد، والانفصال بين البحث والتطبيق، وبقاء نتائج البحوث القرآنية محصورة في الفضاء المكتبي والأكاديمي، وعدم القدرة على تحويلها إلى نماذج تنفيذية واجتماعية تعتبر من الآفات الأخرى في هذا المجال".
 
captcha