ایکنا

IQNA

قارئ لبناني بارز لـ"إکنا":

شخصية القارئ يجب أن تطبّق في أعماله وأخلاقه وسلوكه

11:05 - April 16, 2023
رمز الخبر: 3490694
بيروت ـ إكنا: صرّح القارئ اللبناني البارز "عباس قاسم عثمان" أن شخصية القارئ يجب أن تطبّق في أعماله وأخلاقه وسلوكه لأنه مرآة للتدبر والحق في مواجهة الحياة بكل ما فيها لأن الهدف منها إرضاء الله عز وجل.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً   مع القارئ اللبناني "عباس قاسم عثمان".

بدايةً عرّف القارئ عن نفسه، قائلاً: "اسمي "عباس قاسم عثمان"
مواليد  بعلبك  / 1970م، نسبي هاشمي،  النشأة في بيت تعاليمه   الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،".

وأضاف: "بدأت مشواري القرآني في مسجد الإمام علي (ع) وكانت حلقات الذكر تضفي عليه رونقاً من نوع آخر وأذكر حينها بأن الأخوة في الجمهورية الإسلامية الايرانية تفضلوا علينا بأستاذ من إيران والذي كان له الدور الأكبر في التلعق بالقرآن وتعاليمه وصولاً لإتقانه وتدبره، وبما أن الله أكرمني بميزة الصوت الحسن فقد ساعد هذا الأمر كثيراً في التطور العملي لعلوم القرآن الكريم،  فقد شاركت بعدة دورات تجويد بمراحلها الثلاث، وقمت بدورات الوقف والإبتداء والصوت والنغم، وكان لي مشاركة في دورة الصوت والنغم في الجمهورية الإسلامية في إيران وقد نلت فيها الدرجة الأولى بإمتياز".

وصرح القارئ السيد "عباس قاسم عثمان "بقوله:  "استمر العمل بعدها مع جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد التي كان لها الدور البارز في مساعدتي على تكملة الطريق إلى أن أصبحت قارئاً على المستوى الدولي، وقد فزت بالمراتب الأولى في خمس مسابقات على التوالي، كما وأنوه بأنني تحضرت للمشاركة في إيران في المسابقة الدولية للقرآن ولكن لسوء الحظ فقط تعرضت لعارضٍ صحي قبل السفر بعدة أيام ما منعني من الذهاب للمسابقة حينها، والآن وبحمد الله ونعمه أصبحت من القراء المعتمدين على مستوى لبنان والمنطقة، كما أنني أصبحت من المدرسين في كافة المجالات القرآنية من تجويد وصوت ونغم وغيره ... ولدي فرقة للموالد والتواشيح والأناشيد الإسلامية كان لها عدة مشاركات في لبنان وسوريا على مدى أعوام ولا زالت بخدمة خط أهل البيت (ع)".

وفي معرض رده على سؤال حول شخصية القارئ وإنعكاسها على المجتمع، أجاب السيد "عباس": "عندما نتكلم عن القرآن الكريم، ينشئ لدى القارئ معاني عميقة للدستور الإلهي المعظم يسعى من خلال حياته العملية إلى تطبيقها بكل السبل للغوص في معترك الحياة التي يعتريها جلٌ من الصعوبات على كافة مراحلها، كيف لا والنفس التي يجب على كل فرد من أفراد المجتمع الإسلامي محاربتها وهي من أصدق عناوين الجهاد الأكبر التي أوصى بها رسول الأمة "محمد" (ص)، بعد الجهاد الأصغر علماً بأننا يجب أن نولي إهتماماً بكافة المعايير وليس فقط معيار التقوى الذي هو رأس أولويات القارئ في الإخلاص الروحي، ناهيك عن موقعيته بين عامة الناس ومن يعتبرون بأن شخصية القارئ هي نموذج تطبيقي بحت عن ما يتشرف به من خلال آيات الله المحكمة، لذا أصبح جلياً بأن سلوك وأخلاق وأعمال العامل بكتاب الله هو مرآة التدبر الحق وبالتالي الشخصية الفريدة في تجمع عناوين التدين الصلب في مواجهة متعلقات الحياة بكل ما فيها، لأن القصد فيها رضى الله عز وجل."

وعندما سئل السيد "عباس عثمان" عن كيف يكون القارئ مبلغاً، أجاب: "مما لا شك فيه وقد أسلفنا سابقاً عن مدى تطبيق التعاليم القرآنية على شخصية القارئ، من هنا ننطلق إلى مضمار التبليغ عبر نشر هذه المفاهيم بما أمر به الله عز وجل، وذلك لنشر الوعي بين مكونات المجتمع الإسلامي من خلال التعرف على الحلال والحرام وأداء الحقوق وحفظ الآخرين لبعضهم البعض وعدم التعرض للهتك أو الغيبة أو المعاصي لا سمح الله، وإذا أردنا التوضيح أكثر فإن شخصية القارئ العامل بكتاب الله لا تنفك عن شخصية عالم الدين في تبليغه وإن كان الفرق فيما بينهما  لباس التقوى الذي يعتبره الكثيرون هو مفتاح الولوج للتعرف إلى أوامر الله ونهيه كونه الثقة لديهم بما ألزم به نفسه، وكذا هو القارئ الذي يجب عليه أن يكون كما المبلغ وبرأي المتواضع يجب أن لا يقل معرفةً عن المبلغ ( كعالم دين معمم) ولكن كلٌ وفق قدراته ومدى غوصه وتعلقه بأيآت الله المباركات.

وفي السؤال عن تقدمة إحدى الشواهد أو أمثلة من القرآن لحل مشكلة حصلت معه؟ قال القارئ السيد "عباس عثمان": "كثيرةٌ هي متاعب الحياة ومشاقها وبما أن الإنسان يعيش فيها ضمن بيئته فعليه أن يسعى بكل جهده لتحصين نفسه من شوائبها، وليس وارداً بذهني مشكلة تعرضت لها كي أقصها على جنابكم الكريم، وذلك من أجل المصداقية في ما طلب مني، لكن بالعموم أستطيع أن أقول بأن الكثيرين وممن هم ضمن محيطي العائلي والآخر من أصدقاء ومعارف يلجأون في هكذا حالات الى من يعتبرونه يتبع درب الهداية، عنيت بذلك علماء الدين الأفاضل وقراء القرآن الكريم ومعلميه، ولم يقصدني أحد في سؤال أو معرفة إلا وكان الجواب من كتاب الله بآيات محكمات تحاكي الواقع المراد طلبه، أسأل الله أن أستمر بهذا العمل لما فيه من خير ومصلحة للدين وهداية تعم بخيرها كل طالب للخير والحق وأن يمنّ علي بزيادة وبسطة في العلم والفهم".

وتابع السيد "عباس عثمان" حديثه بالإجابة عن كيفية ترسيخ الانغام القرآنية لتحل مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ قائلاً: "يعتبر الأداء في التلاوة بالصوت الحسن هو من الأساسيات التي تعبُر من خلالها القلوب وهي تستمع للذكر القويم بلغة خاصة أي بلحن ونغم يخرق الحجب وتستسيغها الأذن، وسبحان الله ميزة الصوت الجميل تعطي طابعاً ورونقاً على التلاوة بما ينفرد به صاحب الحنجرة النغمية عن القارئ الذي لا يمتلك هذه النعمة ليس إنتقاصاً منه بل لما يضفي على الإسماع عطراً فواحاً بنغم يناسب مع ما يتلوه، وذلك بتعدد المقامات الصوتية مما ينقلك إلى أن تعشق سماع آيات الله بهذه الكيفية وصولاً إلى القراءة التصويرية وهنا يتجلى جمال التلاوة بكل تفاصيلها".

من هنا يجب على القارئ أن ينفرد بزرع هذه الأنغام القرآنية في عقول الجيل الجديد، طبعاً وبخبرةٍ يستطيع من خلالها إيصال هذا اللحن بأنه اللحن الشرعي وهو ما يميزه عن ألحان أهل الفسق والفجور التي تُخرج العقول عن مكامنها لتنحدر إلى مكائد الشيطان وبالتالي المعصية والعياذ بالله.

وفي الختام أكد القارئ السيد "عباس عثمان" عن تطوير قدرات القارئ في اللغة العربية من خلال كتابة النص والصياغة والقراءة والفصاحة من خلال القرآن الكريم، بقوله  من النعم الربانية التي وهبها الله لقارئ القرآن أن منحه قدرات جمة في أصل اللغة العربية وتعابيرها، وقد ورد في كتاب الله توضيحاً وتوكيداً لهذا في سياق الآية الثانية من سورة  يوسف المباركة  "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".


وقال: "إذا ما انطلقنا من هذه الآية الكريمة فنرى أن تنزيل القرآن باللغة العربية لحكمةٍ بالغة عند الله عز وجل، يحتم على قارئه التمكن من هذه اللغة ليصبح من خلالها، قارئاً ومبدعاً في شتى المجالات كتابةً وصياغةً وفصاحةً، وهو ما ينعكس تطوراً في قدرات القارئ والذي يكتسب معرفة واسعة في شتى مجالات اللغة العربية الفصحى ليتميز بها عن باقي الناس بكل ما ورد بتفاصيلها تعمقاً وفكراً ومنهج حياة".

captcha