وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني البارز "علي غازي مظلوم ".
بدايةً عرّف القارئ عن نفسه قائلاً: "أنا علي غازي مظلوم، من بلدة "بريتال" بمحافظة "بعلبك الهرمل" اللبنانية من مواليد عام 1975 م".
وأضاف: "ولدت وترعرعت في بيروت، ودخلت الحوزة العلمية وتعلمت الشريعة، وتعرفت على القارئ والحافظ للقرآن الكريم "الشيخ رفيق سلمان العيتاوي" (رحمه الله) وبدأ يعلّمني حتى نلت الإجازة بالقراءة عام 2004م(مدرسته في منزل)".
وصرّح: "درّست 14 سنة تجويد وتفسير القرآن الكريم وخلال هذه الفترة تابعت مع جمعية القرآن الكريم للتوجیه والارشاد حتى حصلت على إجازة برواية حفص عن عاصم (أقرأ وأقرئ) عام 2005 م، وبعدها إجازة برواية ورش عن نافع من أستاذي الحاج عادل خليل عام 2012م، كما حصلت على شهادة بقراءة المجالس الحسينية بمتابعة 12 سنة متتالية".
وتابع القارئ "علي غازي مظلوم" حديثه: "سافرت إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عامي 2008 و2009 للميلاد ودرّست دورات قرآنية للتحكيم والصوت والنغم نظمتها جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد، كما درّست دورات قرآنية للتجويد والتحكيم والصوت والنغم وما زلت حتى الآن أتابع مع المقرئ اللبناني البارز "الحاج عادل خليل".
وفي الإجابة عن إنعكاس القيم القرآنية على شخصية القارئ؟ قال القارئ علي: "إن القرآن الكريم عالم آخر يربّي القارئ على قيم ومبادئ عالية والقيم القرآنية تتجمل بحسب مواهب وتنشئة القارئ على ما تربى".
وأضاف: "يكون القارئ رسول القرآن أي المبلغ من خلال تصويره لتلاوة القرآن الكريم، حتى يتبين للمستمعين المعنى من خلال التلاوة، وحتى من خلال تدريس علوم القرآن".
وأشار القارئ اللبناني "علي غازي مظلوم" الى أن هناك طريقاً آخر ليكون رسولاً مهماً للقرآن الكريم من خلال عبر ومواعظ بين الناس (جلسات قرآنية) أو (مجالس حسينية).
وعندما سئل القارئ "علي غازي" عن أمثلة عن قصص واقعية حصلت معه وتم حلّها من خلال آية قرآنية؟ أجاب: قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: "بسم الله الرحمن الرحيم، "وإنك لعلى خلق عظيم"، صدق الله العلي العظيم.
وأشار الى أن هذه الآية العظيمة ليست مختصة للنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بل هي درس من الله تعالى للناس حتى يتحلوا بهذه الصفة، مبيناً: "فعلاً هذه الصفة تعلم جميع الناس وخاصة المسلمين المؤمنين كيفية التعامل مع بعضهم البعض.كما نعلم بأن الغضب يورث لصاحبه الحسرة والندم إلا أن هناك الكثير من الأمور التي يتعرض لها الإنسان تسبب له الغضب، ومن خلال قصة الإمام زين العابدين عليه السلام مع الجارية عندما غضب وقالت له والكاظمين الغيظ فرد عليها قائلاً: لقد كظمت غيظي، فهذا بحد ذاته درس لنا حتى نكظم غيظنا ونتحلى بالأخلاق القرآنية التي أمرنا الله تعالى بها".
وأضاف: "فعلاً حصلت معي مشكلة سببت غضباً لكنني تداركت نفسي وتذكرت الآية القرآنية التي تساعد على الإنتباه من الوقوع في الخطأ، كما قال رسول الله (ص) "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي آل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً". لذا فعلاً القرآن الكريم هو البلسم لكل مصاعب الحياة ، وهو الطريق للوصول إلى الله عز وجل.
وفي الإجابة عن كيفية ترسيخ الانغام القرآنية لتحلّ مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ قال القارئ "علي غازي مظلوم": "علينا بالترتيل كما قال الله تعالى:"بسم الله الرحمن الرحيم (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) صدق الله العلي العظيم".
وقال إن تلاوة القرآن الكريم كما حدثنا عنها أمير المؤمنين عليه السلام: "فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً وتطلعت أنفسهم إليها شوقاً وظنوا أنها نصب أعينهم". وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم فهم حانون على أوساطهم ومفترشون جباههم وأكفهم وأطراف الاقدام يطلبون إلى الله العظيم في فكاك رقابهم".
وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: حسّنوا القرآنَ بأصواتِكم فإنَّ الصوتَ الحسنَ يزيدُ القرآنَ حُسْنًا، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) " لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ وَ حِلْيَةُ الْقُرْآنِ الصَّوْتُ الْحَسَنُ".
وأضاف أن الأنغام القرآنية منفردة ومختلفة كلياً عن غيرها من الألحان الأخرى، كما يجب على القارئ تصوير الآيات بنغم يناسب الآيات المقروءة، مثلاً: "الآيات التي تتحدث عن العذاب وعن نار جهنم لا يصح قراءتها بمقام ونغم مفرح بل تُقرأ بنغم حزين ومناسب للموقف كتلاوات الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ محمد عمران والشيخ "محمد صديق المنشاوي" والشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" ، فإنهم مدارس بكيفية تلاوتهم للقرآن الكريم، وغيرهم من القراء".
وأوضح أنه من خلال الإستماع لهؤلاء القراء نستطيع التمييز بين الأنغام القرآنية عن غيرها، كما على القارئ أن يجتهد مثابراً على التلاوة بشكل مكثّف حتى يتقن التلاوة بنغم صحيح ومناسب لكل آية تتلى.
واختتم القارئ اللبناني "علي غازي" مقابلته بالإجابة عن تطور القارئ في اللغة العربية والفصاحة قائلاً: "اللغة العربية مأخوذة من القرآن الكريم. لذا من أراد أن يطور نفسه في اللغة العربية فعليه المثابرة على تلاوة القرآن الكريم بوقت لا يقل عن ساعة يومياً لأن تلاوة القرآن الكريم تساعد على نطق الحروف بشكل سليم، ومن أهم دروس القرآن الكريم مخارج الحروف، عندما سُئل الإمام علي عليه السلام عن ترتيل القرآن الكريم فقال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف".
فمن يتلو القرآن الكريم ويتوقف بمكان لايصح الوقوف عليه فمن الممكن أن يتغير المعنى، مثلاً: قال القارئ "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم" فيدل المعنى على أن الله ختم على أبصارهم أيضاً، ولكن إن أكمل الآية فيتبين عندها المعنى الصحيح (وعلى أبصارهم غشاوة ) هذا ما قصده أمير المؤمنين (ع).
وأكد القارئ "علي غازي مظلوم" علينا بالمثابرة حتى لانقع في الخطأ ونتعلم من القرآن الكريم ونفهم معناه. حتى أن كثرة التلاوة تساعد على فصاحة القارئ في الإجابات التي يجب عليه أن يقولها، لأنه من الممكن أن يجيب بنص قرآني مما يناسب موضوع المجلس الموجود فيه، وبهذه الحالة فإن القرآن الكريم هو الباب الذي يصل إليه القارئ إلى مبتغاه من علم ومعرفة لكثير من الأمور ومنها تطوير لغته ومنها تحسين قراءته نحو الأفضل.