إن الكافر من منظور القرآن هو الانسان الذي لا يقبل الدين الحق ولا يؤمن بالأصول الثلاثة في الإسلام وهي التوحيد والنبوة والقيامة.

والكفر في اللغة: ستر الشيء، ووصف الليل بالكافر لستره الأشخاص، والكُفْرُ هو نقيض الإيمان بالله الواحد، ويعرف الكفر على أنّه الإعراض عن الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

والسؤال هو ما الذي يريد الكافر الاعتماد عليه في الوقوف ضد مشيئة الله؟

وفي هذا السیاق، قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ116 من سورة "الكافرون" المباركة "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".

وتؤكد هذه الآية أن الكفار لا يمكن أن يكونوا في مأمن من عذاب الله بالاعتماد على الأموال وأبناءهم، والقرآن يذكر صراحة أن الامتيازات المالية والقوة الجماعية وحدها لا يمكن اعتبارها امتيازاً أمام الله، ومن الخطأ الاعتماد عليها إلا إذا استخدمت في ضوء الإيمان والنية الخالصة بالطرق الصحيحة.

كماء جاء في الآية الـ117 من سورة "آل عمران" المباركة "مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ".

یجب أن نؤكد هنا أنه منذ بداية ظهور الدين الإسلامي حتى الآن، قد فشلت أي مؤامرة وهجوم ودعاية ضد الاسلام، والدين الإلهي ينمو ويتسع كل يوم، وفي النهاية النصر يكون للإسلام.

من أهم رسائل الآيتين الـ116 والـ117 من سورة "آل عمران" المباركة هي:

1ـ العقيدة فعالة في العمل، والكفر يؤدي إلى الحرمان من الانفاق. «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ... مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ».

2 ـ ذنوب  البشر هي سبب من أسباب الكوارث الطبيعية.«رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا».

3 ـ المعاصي تحبط السيئات. «ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ».

4 ـ إن غضب الله ليس ظللماً، لكنه انعكاس لأفعال الإنسان.«وَ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَ لكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ».