ولقد سعى الإمام الصادق عليه السلام خلال فترة إمامه الى تحقيق مهمتين اساسيتين,  المهمة الاولى كانت المهمة الفكرية, حيث طرح الفكر الإسلامي الصحيح والتخطيط لإقامة نظام العدالة الإسلامية من خلال مدرسته الفكرية.

 والمهمة الثانية كانت المهمة السياسية حيث اعتمد أسلوب تقويم الدولة وتصحيح مسارها, ورسم للامة خارطة الطريق في كيفية التعامل مع حكام الاستكبار العالمي وحواضنهم, وكيفية مواجهتهم، واعتبر أي تواصل مع هذه الأنظمة المستبدة هو إشتراكاً معهم في الظلم والاستبداد والدكتاتورية.

كان كل همّه عليه السلام هو كيفية  وصول سفينة الاسلام المحمدي الاصيل إلى ساحل النجاة عبر هذه الأمواج المتلاطمة الممزوجة بالأمل واليأس.

لذا كانت سياسته مع أئمة المذاهب الاخرى  قائمة على أساس  المحبة والمودة والاحترام المتبادل, هذه السياسة التي يفتقر اليها اليوم المتصدين في العملية السياسية الذين غلبت عليهم روح الأنا ونبذ الطرف الأخر, والاستبداد والتمسك بكرسي الحكم من أجل مطامع الدنيا وملذاتها, مما جعلوا البلد يتوه وسط أمواج متلاطمة من الصراعات الطائفية والعقائدية.

اليوم  يجب على الجميع  الرجوع إلى دستور الإمام الصادق عليه السلام من أجل استعادة الأمة الإسلامية هويتها الحقيقية, وإعادة ترميم شخصيتها من جديد استعداداً لدولة العدل الإلهي واستقبال المصلح الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء.

بقلم الباحث العراقي للشؤون الدينية السيد محمد الطالقاني