
وأشار إلى ذلك، الباحث الایراني في الشؤون الدينية حجة الإسلام "الشيخ حسين إبراهيمي"، في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حول "
القرآن الكريم والتنوع الثقافي"، وفي معرض ردّه على سؤال بشأن، الرسالة التي تحملها الآية "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ" حول العولمة.
وأشار الى أن "الآية الـ13 من سورة "الحجرات" المباركة هي من أهم الآيات في مجال التنوع الثقافي، والتي تقول: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"" موضحاً "أن هذه الآية توضّح بجلاء أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر بتنوع قومي وثقافي، وأن الهدف من هذا التنوع هو التعارف والتفاعل البنّاء بين الأقوام والشعوب".
وأضاف: "في عصر العولمة، تذكرنا هذه الآية أنه لا ينبغي السعي لتوحيد الثقافات، بل يجب أن نسعى للحفاظ على هوياتنا الثقافية والتفاعل مع الثقافات الأخرى والاستفادة منها".
إقرأ أيضاً:
وأردف الشيخ ابراهيمي قائلاً: "العولمة لا يجب أن تعني زوال التنوع الثقافي، بل ينبغي أن تكون فرصة للتبادل الثقافي والتفاهم بين الشعوب".
وأكدّ الباحث الایراني في الشؤون الدينية حجة الإسلام "الشيخ حسين إبراهيمي": "أهم نقطة تشير إليها هذه الآية هي أن قيمة الإنسان عند الله ترتبط بالتقوى والصلاح، وليس بالجنس أو العرق أو الجنسية".
وفي معرض ردّه على سؤال حول دور القرآن الكريم في الحفاظ على التنوع الثقافي في المجتمعات الإسلامية، قال: "إنّ القرآن الكريم لم يتناول موضوع التنوع الثقافي بشكل مباشر، لكنه يقدّم مبادئ وقيم تساهم بشكل غير مباشر في إيجاد والحفاظ على هذا التنوع".
وأضاف: "من بين هذه المبادئ، مبدأ العدالة، فقد أمر الله تعالى في آيات عديدة من القرآن بالعدل، وطلب من أتباعه أن يعاملوا جميع الناس بالعدل بغض النظر عن العرق أو القومية أو الدين، هذا المبدأ يمكن أن يساعد في إيجاد مجتمع متعدد الثقافات ومتعدد الأطياف يشعر فيه جميع الأفراد بالأمان والانتماء".
واستطرد مبيناً: "بالإضافة إلى ذلك، يؤكد القرآن على أهمية "الإحسان" وفعل الخير، إذ يقول الله تعالى في الآية الـ90 من سورة النحل المباركة "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"."
وأضاف: "يعلمنا الله في هذه الآية أن نتعامل مع جميع الناس، وخاصة المحتاجين والفئات الضعيفة، بالإحسان وفعل الخير، وهذا المبدأ يمكن أن يعزز التضامن الاجتماعي ويقلل من التوترات الثقافية."
وأردف الشيخ إبراهيمي موضحاً: "يمكن ذكر بعض الأمثلة من الآيات الخاصة التي تشير في القرآن الكريم إلى موضوع التنوع الثقافي؛ من أهم هذه الآيات: الآية 13 من سورة «الحجرات» والآية 22 من سورة «الروم»."