وأدى رئيس وزراء العراق مراسم الصلاة والزيارة في المسجد، واطلع على المقتنيات المقدسة والتاريخية التي تضمها الحجرة النبوية داخل المسجد الشريف.
كما التقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب في مقر المشيخة بالقاهرة، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى جمهورية مصر العربية.
وقال السوداني خلال اللقاء، إن المنطقة تعرضت إلى هجمة إرهابية ناتجة عن فكر مشوّه لا يمتُّ للدين بأيّة صلة، مشيراً إلى أنّ العراق كان أحد أكثر البلدان تأثراً بهذه الهجمة الإرهابية التي تصدى لها ببسالة، مؤكداً أهمية أن يسود الخطاب المعتدل، الذي يمثل روح الإسلام الحقيقية، التي تقوم على التعايش والأخوّة والمحبة والسلام.
ووجّه السوداني، دعوة إلى شيخ الأزهر لزيارة العراق، مشيداً بدور الأزهر الشريف ومكانته التي يحظى بها بين جميع المسلمين، مؤكداً أن زيارته إلى مصر إنما هي تعبير عن روح الأخوّة بين البلدين، وتأكيد على العلاقات التاريخية التي تجمعهما.
من جانبه، قال شيخ الأزهر، إن العراق بلد مهمّ في العالم الإسلامي، وإن الشعب العراقي الأصيل استطاع أن يتجاوز محنته، ويقف على قدميه برغم كل التحديات التي واجهها، معبراً عن ترحيبه برئيس الوزراء، واستبشاره خيراً بحكومته، واعداً بزيارة العراق قريباً.
هذا ويذكر أنه ووصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس الاثنين إلى القاهرة في زيارة رسمية لبحث عدد من الملفات الاقتصادية والأمنية والسياسية وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وتعد زيارة محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي مصر الثانية إذ شهد العراق منذ تولي محمد شياع السوداني قيادة الحكومة العراقية جهوداً كبيرةً لتوطيد العلاقات مع دول الجوار العربي وغير العربي والسعي للتواصل مع دول العالم بما يخدم مصلحة الشعب العراقي ورفع أشكال التعاون المشترك في العديد من المجالات، في وقت واجهت حكومة السوداني العديد من التحديات الاقتصادية والأزمات المتراكمة بسبب الفساد والمحسوبية والخلافات الحزبية التي أضرت بالمواطن العراقي وأضعفت الدولة العراقية وفي ظل رغبة السوداني لتوطيد العلاقات مع مصر.
ووصل رئيس الوزراء العراقي على رأس وفد وزاري كبير محملاً بآمال كبيرة لفتح آفاق للتعاون مع مصر التي يعتبرها السوداني أهم مفاتيح مساعدة العراقيين للنهوض بواقعهم الخدمي الذي حرصت حكومته على النجاح في هذا الملف الذي يضم الكهرباء والماء والطرق والمدارس والمستشفيات، وفي ظل تحدٍ كبير بسبب أزمة تلاعب ضعاف النفوس بقوة العراقيين عبر المضاربة بأسعار الدولار، كما ستكون الزيارة بمثابة انطلاقة جديدة مختلفة في شكلها ومضمونها وما تحمله من توقيع للعديد من الاتفاقيات بين البلدين ومن أجل تطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
كما تكمن أهمية الزيارة في شكل اللقاءات التي سيجريها السوداني كما يسعى السوداني خلال زيارته للقاهرة لبحث العديد من الملفات من بينها التبادل التجاري ومشروع الربط الكهربائي والنفط والغاز وزيادة نسب الاستثمار المتبادل بين البلدين، والذي يرى السوداني أنه أقل من الطموح الذي تعمل عليه حكومته ليكون بمستوى عال يليق بالبلدين اللذين يملكان مقومات كبيرة ويملكان تاريخاً مشتركاً يؤسس لحقيقة أن مستوى التعاون المشترك بين البلدين خلال السنوات الماضية لم يكن ملبياً لطموحات الشعبين والقيادتين على حد سواء.
وتعد مصر، من الدول ذات الأهمية البالغة في عقل رئيس الوزراء العراقي السوداني إذ يؤكد باستمرار أن مصر من أكبر الدول الداعمة للعراق بالإضافة إلى أنه منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية شهدت تلك الفترة العديد من المباحثات بين السوداني والرئيس عبد الفتاح السيسي، واتصالات على جميع المستويات وسعي كبير قامت به الدبلوماسية العراقية والمصرية.