ومن الصفات السلبية التي تمنع الإنسان من بلوغ السعادة وأشار إليها القرآن الكريم في الآية 96 من سورة البقرة المباركة هي الحرص والطمع لقوله تعالى "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ".

والطمع صفة تحثّ الإنسان على جمع المال أكثر مما يحتاج إليه والحريص مصاب بمرض الحرص والطمع كـ الذي يشعر بالعطش ولايرويه الماء مهما ارتشف.

وحياة الحريص مليئة بالآلام لأنه لا يرضيه شيء ويعمل على جمع المال دون أن يستخدمه حتى يموت ويرث ماله لأبناءه فيقول الإمام علي (ع) " الْحِرْصُ عَنَاءُ الْمُؤَبَّدِ".

ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الهمزة " وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ* الَّذِى جَمَعَ مَالًا وَ عَدَّدَهُ* يَحْسَبُ انَّ مَالَهُ اخْلَدَه".

والحرص على اكتساب الثروة الدنيوية يهلك الإنسان، لكن الحرص ليس بالشيء السيئ في كل الأحوال. لقد جعل الله النبي(ص) حريصاً على الناس. أي يؤكد أن الانسان يجب أن يكون حريصاً في الهداية واصلاح نفسه والشؤون الاجتماعية، ولا يرضي بأقل من ذلك.

وميّز القرآن الكريم بين الحرص على مطامع الدنيا والحرص على الحسنات وأشاد بالشعور الأخير فقال تعالى في الآیة الـ128 من سورة "التوبة" المباركة "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيم".