والخيانة تعدّ من السلوكيات التي تهدم أسس المجتمع وتكرهها النصوص الدينية.
وإن الخیانة تؤدي إلى نقض العهد وفقدان الثقة، فلهذا عندما يدخل شخص متزوج في علاقة مع شخص آخر، فيطلق عليه صفة الخائن.
والانتباه بالنفس الأمارة بالسوء هو أحد جذور الخيانة وفي هذه الحالة لايتبع فيها الإنسان عقله، ويرتكب المعاصي.
والنفس الأمارة بالسوء هي أدنى مستوى من السلوك البشري وإنها توجّه الإنسان بقوة إلى القبح والخطيئة.
ویعتبر سیدنا يوسف(ع) النفس الأمارة بالسوء سبب سلوك زليخا وفي هذا الصدد قد جاء في الآية الـ53 من سورة "يوسف" المباركة "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ".
ومن الجذور الأخرى للخيانة هي الشرك وعدم الايمان بأن الله هو الرزاق لعباده وقدرة الله سبحانه وتعالى، كما أنه أحياناً يخون الأشخاص ضعفاء الايمان لأنهم يعتقدون إذا لم يخونوا فلن يتم توفير مصالحهم.
وتنقسم الخيانة في القرآن إلى عدة أقسام:
1 ـ خيانة الله ورسوله: القرآن الكريم يمنع الانسان من خيانة الله والنبي محمد(ص) وقال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ "(الانفال / 27).
2 ـ خيانة الناس: يحذر الله سبحانه وتعالى من خيانة أمانة الآخرين وقد جاء في الآية الـ27 من سورة الانفال "و وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون".
وروي عن النبي محمد(ص) حول هذا السلوك الغير أخلاقي: "ارْبَعٌ لا تَدْخُلُ بَيْتاً واحِدَةٌ مِنْهُنَّ الَّا خَرِبَ وَ لَمْ يَعْمُرْ بِالْبَرَكَةِ الْخِيانَةُ وَ السِّرِقَةُ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ الزِّنا؛".
إن تقوية أسس الايمان تؤدي الى معالجة هذا المرض الأخلاقي، لأن المؤمن الذي يعتقد أن الله هو الرزاق لعباده، لم يعد بحاجة إلى ارتكاب الخيانة من أجل كسب الثروة.كما أن التفكير في عاقبة الخيانة یجعل الانسان أن يتركها، وبما أن الخيانة تؤدي في النهاية إلى كره الناس، فيدرك الانسان أنه يجب عليه تجنبها.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: