ومن الأعمال الأخلاقية السيئة التي قام القرآن الكريم بمذمتها هي "الغرور" والغرور يعني أن تسول النفس للإنسان أمراً غير حقيقي وبالتالي تغره وهذا ما حصل للشيطان عندما أراد أن يُفضله الله تعالى على الإنسان " قَالَ انَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ"(الأعرف / 12).
ولم يتضرر من صفة الغرور آدم وحواء وحدهم بل تضرر قوم نوح منها أيضاً "فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ"(هود / 27).
وأعلن الله تعالى عن عاقبة المغرورين فقال تعالى "وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ".
وعلى الإنسان أن يعرف أن الصفات الحسنة هي من عند الله وهو مصدرها حينها سيجد أن الغرور عبثا ولا محل له من الإعراب.