إن الحالات البشرية ليست ثابتة ومستقرة فهو يشعر بالحزن والفرح ويشعر بالغضب والهدوء ولا يفلح في الدنيا إلا من تخلى عن الغضب لأنه إن تمسك بالغضب لن يصيبه إلا الضرر.
ويقول الله تعالى في سورة الشورى المباركة الآية 37 عن الكاظمين الغيض العافّين عن الناس "وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ".
والملفت في الآية الكريمة أن الله تعالى لا يرفض غضبهم بل يقول إذا غضبوا، وهذا يعني إنهم يغضبون كما يغضب كل البشر حسب طبيعته البشرية ولكنهم يتحكمون في غضبهم فيغفرون ولا يتبعون بوصلة الغضب نحو السيئات.
وأشار تعالى إلى غضب النبي يونس (ع) عندما غضب على قومه وجاء ذلك في الآية الكريمة 87 من سورة الأنبياء " وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".