
"أنتم تعرفون أن العام 1982 كان عام الاجتياح الصهيوني للبنان، وابتدأ تأسيس تجمع العلماء المسلمين في ذلك الوقت لم يكن قد تأسس
حزب الله اللبناني بعد، واقترح علينا في البداية أن نشكل تنظيماً عسكرياً وأمنياً، واقترح أن يكون هو المسؤول الأمني في تجمع العلماء المسلمين، ووقتها كان النقاش أنه نحن كعلماء ما علاقتنا بالعمل العسكري والأمني.
إقرأ أيضاً:
نحن مفترض أننا نعمل على تحفيز الأمة نحو الجهاد ونحو القتال، وهنا نقطة خلاف إلا أنه أصر على أنه لا بد من أن نقود في البداية نحن العمليات الجهادية، ثم بعد ذلك يستلم الشباب ويمارس العمل الجهادي، وفعلاً أسس مركزية للعمل العسكري في كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية.

أذكر كان عاملاً غرفة عمليات وكان يقود عدد قليل من الشباب في تلك المرحلة، ويذهبون ليرابطوا على المحاور التي هي موجودة بالمتحف والأسواق التجارية وإلى ما هنالك، وفي نفس الوقت كانوا يرابطون على المحاور مع
العدو الصهيوني. مشاريع كثيرة كان يعمل عليها وكانت تؤسس للعمل، أصر على ياسر عرفات انه يجب أن يكون لفلسطينيي الشتات مفتي، فعينه مفتي الفلسطينيين في الشتات من اجل رعاية شؤون الفلسطينيين، كان يذهب الفلسطينيون إلى الحج وليس لديهم من يعينهم، فعينه مسؤول عن رعاية الفلسطينيين بالحج ذلك الوقت، الشيخ صاحب أفكار تقدمية، أفكاره فيها إقدام، كنا نخاف منه عندما نأخذه معنا في الزيارات الرسمية، لماذا؟ لأنه ليس لديه بروتوكولات، كان مثلاً أول ما يقعد مع شخصية ما يقول له لا تكلمنا وكأنك تدلي بتصريح صحفي، كلمنا بالأمور كما هي، لأنه عادة في اللقاءات مع السياسيين يتكلمون بالبروتوكولات والدبلوماسية وإلى ما هنالك، تدخل لعند السياسي وتخرج من دون أن تفهم ما الذي يريده، ولا تفهم إن كان فهم عليك، ولا نعلم إن كان هو أدرك الغاية من وراء اللقاء، لذا هو كان يدخل بشكل صدامي مباشرة ويريد الكلام بصراحة لا كلام إعلام.

كنا نمارس عمل سياسي مباشر على الأرض، وجاء وقت حرب المخيمات التي نأسف عليها، كان له دور عظيم فيها، وفيما بعد هو تعرض بسبب مواقفه لأذى كبير، لا نريد أن نفتح سجلات الماضي، ولكن سجن وتعرض للضرب في سجنه وأوذي في كليتيه والذي بقي يتحمل إلى أن كانوا هم السبب في وفاته، ومع ذلك لم يتغير، بقي على نفس الموقف.
المبادئ التي تبناها الشيخ سليم اللبابيدي هي المبادئ التي يتبناها تجمع العلماء المسلمين، أولاً: الدعوة للإسلام المحمدي الأصيل. ثانياً، الدعوة للوحدة الإسلامية كطريق لأجل الوحدة الوطنية. ثالثاً، دعم المقاومة وكل حركات الجهاد التي يقوم بها المستضعفون ضد كل المستكبرين. رابعاً، لا عدو لنا في أمتنا سوى العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة.
هذه هي المبادئ التي نحن نؤمن بها، وهي المبادئ التي كان عليها سماحة الشيخ سليم اللبابيدي وهذه هي المبادئ التي سنحيا وسنجاهد وسنضحي وسنستشهد في سبيلها إن شاء الله.
