وقال الله سبحانه تعالى في الآية الثامنة من سورة المائدة المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
وتوصي الآية الكريمة المؤمنين بالتوكل على الله تعالى والتفاني له وأن يجعوا النية لله وحده.
وتأمر الآية الكريمة بالقيام بالقسط والعدل لأن غاية الدين هي تحقيق العدل والقسط وبالتالي على المؤمن الالتزام بمبدأ العدالة والإحسان.
ثم تقول الآية الكريمة " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا" ومن تعاليم القرآن الكريم ألا تؤثر العلاقات البشرية على الالتزام بالعدل.
هناك أيضاً احتمال حدوث هذا الخطأ في العلاقات الأسرية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية والسياسية، وقليل من الناس لديهم السلطة وضبط النفس والإنصاف لعدم انتهاك الحق بسبب العداء والخلاف.
وتؤكد الآية الكريمة بأن "أعدلوا" لتبيّن أهمية العدل وتؤكده كما تشدد بأن الله خبير بما تعلمون وأنه يرى ما تفعلون.
من المناسب أن يشرح علماء النفس هذا النوع من اللاعدالية التي تحدث نتيجة للأهداف الشخصية، والميول اللاواعية، والغيرة، والظلم، والتعصب بحيث يتضح أن الحفاظ على الإيمان يتطلب الحذر وتجنب الأنانية.
مأخوذ من كتاب "365 يوماً في مصاحبة القرآن" بقلم الكاتب والباحث الايراني "الأستاذ حسين محيالدين الهي قمشهاي"