والتربية تعني ازدهار المواهب من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن قد يتضارب هذا الأمر مع رعاية الخصوصية لدى الأشخاص لأن الخصوصية أمر أكدها القرآن الكريم ويجب الالتزام بها.
وقال الله تعالى في الآية 12 من سورة الحجرات المباركة " وَلَا تَجَسَّسُوا" والتجسس هو البحث عن حقيقة عن الآخرين وهم يكتمونها وهو أمر منعه القرآن الكريم.
وقد يتساءل البعض هل يمكن اتخاذ أي وسيلة من أجل تحقيق غاية التربية؟ بالطبع فإن الغاية لاتبرر الوسيلة في الإسلام بل يجب النظر في الظروف وقياس الأولوية كما أن الدين الإسلامي أجاز الكذب في ظروف خاصة.
وللفقهاء رأيان في هذا المجال، أحدهما أنه لايجوز لنا التدخل في خصوصية الآخرين، حتى لو كان بغية تحقيق هدف تربوي، والرأي الثاني كما يرى البعض أنه جائز، ويذكرون الحجج لهذه القضية.
وفي هذا الصدد، قال الله تعالى في الآية السادسة من سورة "التحريم" المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ".
ومن منظور الدين الإسلامي لا يجوز الخوض في خصوصيات الآخرين في الخطوة الأولى ولكن إذا لم يكن سبيل نحو التربية إلا في خوض الخصوصية فيمكن الخوض فيها نظراً للأولوية والأهمية التي تحملها.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: