وروي عن الإمام علي (ع) قوله "اِنّ حَقیقَةَ السّعادَةِ أن یَختِمَ لِلمَرءِ عَمَلُه بِالسّعادَة و اِنّ حَقیقَةَ الشّقاءِ أن یَختِمَ لِلمَرءِ عَمَلُه بِالشّقاءِ".
وكان يخشى أولياء الله الصالحين عاقبة أمرهم فكانوا يدعون الله دائماً أن يرزقهم حُسن العاقبة.
وفي هذا المضمار روي عن الإمام علي بن الحسين (ع) قوله في دعاء "أبوحمزة الثمالي" " الّلهمّ اِنّى أسئَلُك اِیماناً لاأجَلَ لَه دون لقائك".
وتحدّث القرآن الكريم عن الذين " آمنوا ثمّ كَفَروا" (النساء / 137 والمنافقون / 3) ولم تُحسن عاقبتهم، كما جاء في الآية الـ137 من سورة "النساء" المباركة "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا".
وتحدث القرآن الكريم عن الأمور التي تزعزع إيمان المرء فيرد عن عقيدته بعد إيمان راسخ فيقول الراسخون في الدين " رَبّنا لاتُزِغ قُلوبَنا بَعدَ اِذ هَدَیتَنا"(آل عمران / 8).
ومن فضل الله سبحانه وتعالى على المؤمنين أنه عند الموت يثبتهم بالقول الثابت "یُثَبّتُ اللّه الّذینَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِى الحَیاةِ الدّنیا و فِى الآخِرَة"(ابراهيم / 27).
کما ینصح سیدنا ابراهيم ونبي الله يعقوب(عليهما السلام) أبناءهما "و لاتَمُوتُنَّ الاّ و أنتُم مُسلِمُون"(البقرة / 132).
والمثال على سوء العاقبة الذي تم ذكره 15 مرة في القرآن الكريم هو إبليس الذي عصى الله بعد أن كان يعبد الله وحده 6 آلاف عام فأخذه الله بكبرياءه وغروره وجعله مثالاً لسوء العاقبة وإن كانت بعد تعبّد.
كما أنه قد ورد في العديد من الروايات أنَّ المضروب مثلاً في الآيتين الـ175 والـ176 من سورة "الأعراف" المباركة "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿۱۷۵﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿۱۷۶﴾ هو رجل يُقال له "بلعم بن باعورا".
وهو رجل قيل إنه من بني إسرائيل وورد أنه كان في زمان نبي الله موسى (ع) وكان قد أُوتي علماً ومعرفة بآيات الله وحججه وبراهينه، بل ورد أنَّه كان قد أُوتي شيئاً من الاسم الأعظم فكان يدعو به فيُستجاب له إلا أنَّه انحرف رغم علمه عن خطِّ الله تعالى وجحد بآياته فمثله كمثل الكلب، فكما أن الكلب يظلُّ يلهث حتى وإن لم يكن مجهوداً ومطارداً فكذلك هو شأن العالم الجاحد المنحرف عن خط الله تعالى فهو حين جهله جاحد وهو رغم منحه العلم جاحد بآيات الله تعالى.
فبلعم بن باعورا إنَّما ضُرب مثلاً لكلَّ من كان عالماً إلا أنَّه لم ينتفع بعلمه في الثبات على الهدى والرشاد في معتقده وسلوكه.