ایکنا

IQNA

في ذكرى وفاة الرسول الأعظم(ص)...دروس وعبر

10:08 - September 14, 2023
رمز الخبر: 3492684
عواصم ـ إکنا: لقد كانت وفاة النبي الأكرم(ص) من أفجع المصائب وأكثرها وقعاً وإيلاماً على المسلمين، كيف لا وقد فقد المسلمون القيادةَ الرشيدة، والرعايةَ الهادية، والرحمةَ الدانية، والظلَّ الظليل، والركنَ الامين، والنعمةَ السابغة، والرحمة المهداة.

ولقد كانت وفاة النبي الاكرم(ص) من أفجع المصائب وأكثرها وقعاً وايلاماً على المسلمين، كيف لا وقد فقد المسلمون القيادةَ الرشيدة، والرعايةَ الهادية، والرحمةَ الدانية، والظلَّ الظليل، والركنَ الامين، والنعمةَ السابغة، والرحمة المهداة، لقد جمع الرسول الاكرم(ص) صفات الكمال البشري، وتألّقت روحـه الطاهرة بعظيم الخصال والشمائـل، وكريم الصفات والأفعال، حتى أبهرت سيرته جميع من اطلع عليها، وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي حسان بن ثابت حينما قال:
 
وأجمل منك لم ترَ قط عيني             وأكمل منك لم تلد النساء
 
خُلقت مبرّأً من كل عيب                  كأنك قد خُلقت كما تشاء
 
وانتهت حياة رسول الانسانية في الدنيا بعد أن أحياها بشريعة الله، وعرفها بالمُثُل العليا، والقيم السامية، والأخلاق الكريمة، ووضع الناس على جادة الخير والصواب والسعادة، وسوف تظل تعاليمه بلسماً لجراحات المعذبين وتلمس حنايا المستضعفين وتلين قلوب المتكبرين وتملأ الحياة دفأً وحناناً، لقد كانت تعاليم رسالة النبي الاكرم ينبوعاً جيّاشاً بكل ما تحتاج إليه الإنسانية من حب وإيناس ومودّة.

فقد كان الرسول الكريم مثالاً للرحمة وإن من أعظم دلائل تأصّل الرحمة في ذاته أنه كان يؤذى ويضرب ويضطهد فيقول: (اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون)، إذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) رحيماً في تصرفاته مع خلق الله أجمعين، وحتى مع أعداءه ، فإن رحمته كانت أدعى للتواجد في مواقفه وتصرفاته مع الأطفال والأيتام،  فعديم الرحمة في تصرفه معهم فاقد للإنسانية في تصرفاته، كما أن صفة الرحمة تنعدم في ممارساته.

وكان( صلى الله عليه وآله) أنموذجاً للإنسان الكامل في أفعاله وتصرفاته وسلوكه مع الخاص والعام، وقد أرسى قواعد المجتمع المثالي، والدولة المثالية، كما كان في ذاته حالة لاتتكرر للإنسان المثالي في علاقته  باهله واصحابه  ومجتمعه، لذلك كان بحق اسوة حسنة للمؤمنين، وآخر وصاياه قبل وفاته انه استوصى بالنساء خيراً.
 
  وامتاز النبي محمد (ص) بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، فقد كان بعيدا عن كل ما يشين سمعته سواء في أقواله أو أفعاله، متواضعاً عفيفاً صادقاً أميناً حتى لقبته قريش بالصادق الأمين، وكان(صلى الله عليه وآله) حليماً كريماً سخياً شجاعاً أوفى العرب ذمة وابرهم ذماماً، صبوراً على المكاره والأذى في سبيل اعلاء كلمة التوحيد وكان لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها، شفيقاً لأصحابه كثير التردد إليهم، يقبل معذرة من اعتذر إليه، يحب الفقراء والمساكين ويأكل معهم، قليل الأكل، يختار الجوع على الشبع مواساة للفقراء، وكان (ص) يجلس على التراب ويرقع ثوبه ويخصف نعله بيده الكريمة، وكان لا يجلس ولا يقوم إلا ذكر الله تعالى، وقد مدحه الله سبحانه بقوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم"، وكان النبي الاكرم(ص) يحب الحسن والحسين(عليهما السلام)، وكان يقول هما ريحانتاي من الدنيا، وسأل ذات يوم: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْر، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ ، قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ . وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي (أي ركب على ظهري) فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ".
 
المصدر: الزمان 

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha