ایکنا

IQNA

المستغانمي: لغة القرآن متفردة في دقة البيان

9:03 - September 19, 2023
رمز الخبر: 3492740
الشارقة ـ إکنا: دعا "الدكتور امحمد صافي المستغانمي"، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، معلمي اللغة العربية إلى أن يغرسوا في وعي طلابهم ما تختزنه لغة القرآن الكريم من دقة في معانيها وبيانها، والتنبه إلى أن كل لفظ في العربية له كيانه وخصائصه.

ودعا الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، معلمي اللغة العربية إلى أن يغرسوا في وعي طلابهم ما تختزنه لغة القرآن الكريم من دقة في معانيها وبيانها، والتنبه إلى أن كل لفظ في العربية له كيانه وخصائصه، ولا وجود لأي تشابه في معاني الألفاظ، أو التكرار، بدليل ما يحويه كتاب الله الكريم من مفردات يستخدمها النص القرآني بمعان غير متشابهة حسب سياقها.

وجاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان "وقفة معجمية في البيان القرآني"، نظمها المجمع في مكتبته، وهي السادسة ضمن فعالياته التي تُنظم كل شهرين، وتركزت حول المفردات القرآنية وتحليل معانيها، وأدار الجلسة الباحث الدكتور بهاء الدين عادل دنديس.

وقال أمين عام المجمع: "إن النص القرآني يحمل جمالياته ودقة مفرداته التي تحدثت عن نفسها قبل أن يأتي المفسرون وعلماء البيان بشروحاتها وتحليلاتها، وإننا عندما نقرأ الكثير من الآيات القرآنية نلاحظ تصويرها للمعاني باستعمال مفردات لا ترادف فيها، أو تشابه في المعنى".

وأشار إلى أن المعنى في الذكر الحكيم مقدم على الفواصل، وأن الكلمات تتسق مع بعضها، ولها درجات من المعاني، وأعطى مثالاً على كلمة الصراط التي وردت 46 مرة في القرآن الكريم، وفي كل مرة تأتي لتأكيد معنى في سياق يجعلها مناسبة للموضع الذي وردت فيه.

وبيّن أن تاريخ المعاجم التي استنطقت التراث العربي حافل بالاجتهاد، وفيها ما يتتبع جذور الكلمات وعلاقاتها بالسور القرآنية، وتقدم دروساً في ثراء اللغة العربية، وأن المعجم الذي جمع أصول الكلمات العربية أكثر من غيره هو معجم «مقاييس اللغة» لأحمد بن فارس.

وقال: "يمكن تحليل عدد من مفردات النص القرآني في سياق تدبّر الآيات، والتعرف إلى دلالاتها من خلال معاني اللفظ القرآني، مثل: الصراط، والمزمل، والمدثر، وقسمة ضيزى، وغيرها من المفردات التي تكشف أن كل سورة قرآنية يمثل عنوانها سلسلة من المعاني والدلالات تعكس مفرداتها ودقتها التعبيرية، ومهما تناولنا مفردات من آيات القرآن الكريم فإنها تؤكد لنا الدقة المتناهية والعوامل المشتركة والتجاذب اللفظي والهندسة البنائية في الذكر الحكيم".

وأشار د. المسغانمي إلى أن التجاذب اللفظي فيما بين الكلمات يظهر في استخدام كلمات مختلفة لوصف المفهوم نفسه بدرجات متباينة، مثل: القول الليّن، والقول الثقيل، والقول المعروف، والقول السديد، والقول الكريم، وأن كل قول يشير إلى درجة مختلفة من المعنى، مثل قوله الله تعالى في سورة الإسراء «وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً».

وأضاف أن هدف المفسرين للنص القرآني في السابق لم يكن الاهتمام بدراسة النص القرآني دراسة شمولية تكاملية، وأن أغراض التفسير لم تصل إلى حدود تبيين دلالات المفردات وجذورها، ودقتها، وجمال الاتساق فيها، وأن الاهتمام لديهم كان ينصب على تبيين معنى المفردة في سياقها فقط، أما الدراسات الحديثة، فإنها تنظر نظرة شاملة، وتقارن وتبيّن اتساق نصوص القرآن الكريم، وانسجام الألفاظ في كل سورة.

وختم المستغانمي حديثه بالإشارة إلى أن معرفة الشعر، العربي قديمه وحديثه، تُكسب القارئ فصاحة، لكنها لا تتفوق على ما تحويه لغة القرآن الكريم من فصاحة وبيان، «لأن من يقرأ القرآن وهو واع يُدرك الفرق بين الكلمات والمعاني ويُدقق في حقائقها».

المصدر: alkhaleej.ae

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

captcha