حصرياً لـ"إکنا"...أطفال غزة يستعينون بالقرآن لتسكين آلامهم + فيديو
وثقت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي استعانة أطفال غزة بالقرآن لتسكين آلامهم وفي إحدى هذه الحالات يظهر الطفل وهو جريح جراء إصابته أثناء قصف اسرائيلي على منزلهم بقطاع غزة، ويقرأ القرآن أثناء إجراء الطبيب له العملية في ساقه دون تخدير.
إن أنس الأطفال الفلسطينيين وأهالي غزة بالقرآن له ثقافة عريقة حيث قد تجذرت ثقافة حفظ القرآن وتلاوته في نفوس الشعب الفلسطيني. هناك دورات ومشاريع قرآنية منوعة في قطاع غزة من أجل إعداد جيل إيماني قادر على حمل أمانة القرآن ونشر الإسلام كما أن الأطفال الفلسطينيين يتعلمون ثقافة المقاومة في المساجد، ويتلقون الدروس الأولى في المدارس القرآنية.
في مشهد قرآني مهيب، شارك 1471 حافظاً وحافظةً من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بينهم أطباء ومهندسون ومعلمون وربات البيوت في سرد القرآن الكريم كاملاً على جلسة واحدة في مساجد القطاع خلال شهر الصيف الماضي حيث تمتد من بعد صلاة الفجر حتى قرابة صلاة المغرب.
وحسب المنظمين فإنه يعدّ المشروع القرآني الأضخم على مستوى فلسطين ودول عربية وإسلامية حيث قال مدير جمعية دار القرآن الكريم والسنة في غزة "بلال عماد" إن المشروع شهد مشاركة فئات عمرية مختلفة من المجتمع الفلسطيني، مشيراً إلى أن أصغر الحفاظ بعُمر 8 أعوام، وأكبرهم بعمر 72 عاماً.
كما أن مجاهدي المقاومة البواسل يقومون بتلاوة القرآن في أنفاق غزة قبل أي عملية عسكرية، لدرجة أن الأسرى الإسرائيليين أيضاً يتحدثون عن السلوك القرآني للمجاهدين، وجميع البيانات التي يوجّهها الناطق باسم كتائب عز الدين القسام ـ الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ـ "أبو عبيدة" إلى العدو الصهيوني مأخوذة من آية قرآنية.
والآن قد تحوّل قطاع غزة بسبب الحصار الشامل والعدوان الصهيوني الغاشم عليه من أكبر سجن مفتوح إلى أكبر مقبرة مفتوحة في العالم. وهذه الأيام يجب البحث عن جثث حفظة القرآن وأصحاب الأصوات الندية في تلاوة القرآن وترتيله في هذه المنطقة تحت أنقاض الركام.
غزة اليوم هي مدينة الحزن والمعاناة، والحصار، والجوع، والعطش، والقصف، ونهر من الدماء وأكوام من الجثث... ونحن نشاهد من خلف شاشات هواتفنا المحمولة والقنوات التلفزيونية أطفالاً يرتجفون بسبب اجراء عمليات جراحية عليهم دون تخدير وأدوية مسكنة بينما هم يقرؤون آيات من القرآن ويسكنون بها آلامهم التي تسببت بها قوات الاحتلال الصهيوني.
غزة هي موطن المقاومة ومدرسة التضحية وتسطير الملحمة البطولية. ويعلم الشاب الفلسطيني أنه في هذه الأيام الصعبة عليه أن يلجأ إلى آيات القرآن.
قصة بسالة أطفال غزة لايمكن وصفها بالكلمات، فهي قصة فخر لاتكفي الكلمات للتعبير عنها كما يعجز اللسان والبيان عن التعبير عن عظمة أطفال غزة وصمودهم وصبرهم.
في يوم الطفل العالمي، أطفال غزة يعلّمون العالم العزة والشرف ولن يقبلوا ذلّ التطبيع مع المحتلين.
غزة هي منبع الصبر الذي لا ينتهي، وهي مدينة الأحرار وأرض الشهداء كقوة شجرة النخيل وخضرة الزيتون، أهل غزة يولدون كل يوم ويستشهدون كل يوم. التاريخ يُسطر بمجد دماء هؤلاء الشهداء، وهنا الطفل يُولد من بطن أمه بطلاً.
وفي يوم الطفل العالمي، أطفال غزة لديهم درس للعالم أجمع، هؤلاء الأطفال الأبطال البواسل يحملون في أيديهم أعلام المقاومة. قصة الشجاعة والاستشهاد هنا ليس لها وقت ولا نهاية؛ ويتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل إلى اليوم الذي يجعل الله فيه نهاية الصبر بالنصر، لأن غزة مع القرآن والقرآن مع غزة.
أخبار ذات صلة
