أشار إلى ذلك الأكاديمي الايراني والطالب في مرحلة الدكتوراه في جامعة الأديان والمذاهب الإسلامية في إیران "محمد رضا محمودي" في ندوة "خصائص الفكر الحضاري عند الإمام موسى الصدر" التي أقيمت أمس السبت 25 نوفمبر الجاري، قائلاً: "إن الإمام موسى الصدر كان يهتمّ بأمور الشعوب کما کان قريباً منهم".
وأضاف أن الإمام موسى الصدر كان يوجّه نقداً إلى الغرور والكبرياء العلمي لدى الغرب لأن الغرب كان يروّج إلى أن الجنة هي في الأرض وليس هناك يوم آخر وقيامة.
وأوضح أن الامام الصدر قد قسّم مجالات الحضارة إلى عدة أجزاء، مصرحاً أن الامام المغيب كان يرى أن للإسلام تأثيراً في مختلف المجالات بما فيها العلوم والمعرفة، والعلاقات الأخلاقية، والفنون والأدب، وبذل الجهود لتحقيق السلام والصداقة، والمنظمات الاجتماعية.
كما كان الإمام موسى الصدر يعتقد بأن العلم والدين يتممان بعضهما البعض كما كان يقول بأن البشر هو من أنشأ العلم بينما الله تعالى أنشأ البشر وبالتالي فإن العلم لا يجب أن يصبح إله يعبده البشر.
الحضارة هي أعلى مراتب التواصل البشري
وأردف "محمودي" قائلاً: "إن الإمام موسى الصدر كان يعتقد بأن الحضارة هي أعلى مراتب التواصل البشري ولا يجوز لأحد أن يعتبر لنفسه أفضلية على غيره ومن هذا المنطلق كان الإمام المغيب يرى التطور الصناعي الغربي ويوجه نقداً لابتعاده عن المعايير الإنسانية".
وأضاف الأكاديمي الايراني أن الإمام موسى الصدر في حديثه عن الحجاب والمشاركة الاجتماعية للمرأة يؤكد على أن الحجاب والمشاركة العفيفة للمرأة یؤديان الى إزدهار المواهب الإنسانية؛ فهو لايعتبر المرأة أداة، كما لايعتبر الحجاب قيداً، بل يؤكد أن الحجاب يؤدي الى ازدهار المواهب البشرية وتحقيق الكمال البشري.
وأشار الى أن الامام الصدر كان يرفض وجهة النظر العلمانية والسيادة القومية، ويرى أنه يجب مشاركة أتباع جميع الطوائف والأديان في تطوير الحضارة ويجب التعامل معهم على أساس الاحترام المتبادل.
وصرح أن الامام المغيب كان يؤكد دوماً أن أتباع المذهبين السني والشيعي يتمتعون بقدرات ومواهب يمكن توظيفها في خدمة الحضارة الإسلامية، ويجب أن يكون هناك تآزر مع قبول التعددية، لأن التآزر فرصة لا تعوض لخلق الحضارة، كما يؤدي الانقسام إلى الانهيار.