ایکنا

IQNA

مدرّس لبناني للقرآن لـ"إکنا":

مهمة تدريس القرآن تحتاج إلى إتقان التجويد والحفظ والتلاوة

15:30 - January 21, 2024
رمز الخبر: 3494261
بيروت ـ إكنا: صرّح عالم الدين والمدرّس اللبناني للقرآن "الشيخ "علي رضا تامر حمزة" أن مهمة تدريس القرآن تحتاج إلى إتقان التجويد والحفظ والتلاوة، بالإضافة إلى أن أستاذ العلوم القرآنية يجب أن تكون دراسته الأكاديمية ودرجتها عالية بمعنى أنه حاصل على شهادة جامعية.

مهمة تدريس القرآن تحتاج إلى إتقان التجويد والحفظ والتلاوة

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع عالم الدين والمدرّس اللبناني للقرآن سماحة الشيخ "علي رضا تامر حمزة".
 
وعرّف المدرّس سماحة الشيخ "علي حمزة" عن نفسه قائلاً: "ولدت في مدينة قم المقدسة ونشأت قرب مرقد السيدة معصومة(س) في الجمهورية الاسلامية الإيرانية وعندما بلغ عمري 10 سنوات، انتقلت إلى لبنان، وبدأت رحلتي مع  القرآن الکریم، وكنت كل يوم لا أنام دون تلاوة  صفحة من كتاب الله، وكان ذلك في وسط دعم وتشجيع كبير من والدي".


وأضاف: "أنهيت الدراسة الأكاديمية في مدرسة المهدي(عج) بمدينة "بعلبك" اللبنانية وانتقلت بعدها إلى حوزة الإمام المنتظر(عج)، وفيها تربيت مع أشرف العلوم وأجلها، قضيت 6 سنوات وحملت في صدري اللغة واللمعة والأصول وعلم الكلام وعلوم القرآن والتجويد، ثم انتقلت إلى أرض عامل(الجنوب) هناك على مقربة من أرض فلسطين، فأكملت الترقي في سنوات العلم في حوزة بقية الله الأعظم(عج)، لأوفق بالتعلّم على يدي ثلة من أشهر العلماء، لأحصل على مكاسب العلم إلى أن وُفقت لأجلس تحت منبر الخارج متابعاً في الفقه والأصول".
 
فيما يلي النص الكامل لحوار مراسلة وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) في لبنان "الاعلامية ريما فارس" مع عالم الدين والمدرّس اللبناني للقرآن "الشيخ "علي رضا تامر حمزة":
 
ما هي مواصفات مهمة تدريس المادة القرآنية وكيف يمكن للطالب أن يكون أستاذاً للعلوم القرآنية؟

إن الحديث عن مهمة تدريس القرآن لابد أن يسبقه الحديث عن الرغبة والشوق والحب، فهي الأمور التي تدفع الإنسان للإبداع في هذا الحقل، ولذلك كنا نرى أن كل من أشير إليه في هذه العلوم، كان يحمل حباً وشوقاً للإبحار في محيط القرآن.
 
والعلم لا ينحصر بعدد محدد من السنوات، فالعلم لا ينفذ، وبطون الآيات غزيرة، وكلما أوغل الإنسان بحثاً في القرآن ازداد وعياً وثقافةً وبصيرةً.

والمتعارف أن مهمة تدريس القرآن تحتاج إلى سلسلة من الدورات لإتقان التجويد والحفظ والتلاوة وعلوم القرآن، فالمقرر اليوم في جمعية القرآن أن الوصول إلى مرتبة "الأستاذ" تحتاج أولاً إلى مستوى عال في العلوم الأكاديمية يضاف إليها الخضوع إلى مستويات مختلفة من دورات التجويد وصولاً إلى الخضوع لدورة إعداد مدرس والتي تستمر على مدى 150 حصة تقريباً ينال فيها الطالب مختلف العلوم التي تكون الخطوات الأولى ليكون المدرّس قادراً على الخوض في مهام التدريس القرآني.
مهمة تدريس القرآن تحتاج إلى إتقان التجويد والحفظ والتلاوة
كيف تقيمون مدى فعالية الدورات القرآنية التي تنظمها جمعية القرآن للتوجيه والارشاد في نشر الثقافة القرآنية بالمجتمع اللبناني؟

إن نشر الثقافة القرآنية هو تعبير عن نوع من أنواع الجهاد، خاصةً بعد الإطلاع على مختلف التهديدات ومحاولات الغرب النفوذ إلى مجتمعاتنا وبيوتنا عبر حرب ثقافية ناعمة خطيرة، فالوقوف في وجه هكذا نوع من العدوان هو بحق جهاد وصمود، ونرى هذه المهمة اليوم قد فُعلت من خلال دروات تقيمها جمعية القرآن الكريم في مجال التحفيظ والتجويد والتصحيح، فإننا نرى جهداً استثنائياً في هذا المجال، والأمل أن نصل إلى مجتمع قرآني يكون فيه الصغير والكبير قد تربع على مائدة القرآن.
 
ما هو السبب في قلة تنظيم المسابقات القرآنية في لبنان؟

هناك أسباب عديدة لقلة تنظيم المسابقات القرآنية في لبنان على رأسها عدم التوجيه الصحيح للبوصلة، فالاهتمامات عدة، والقرآن في سلم الأولويات ما زال بعيداً، ولذلك نحن لم نصل بعد إلى مجتمع يمكن التعبير عنه بالمجتمع القرآني، أقول هذا وكلي أمل أنه بقليل من الجد والتعب يمكن التعديل، ويمكن رفع القرآن إلى أعلى مستوى في سلم الأولويات عند الناس.

ولو اهتمت العائلات والأسر اليوم بالقرآن، كالاهتمام بالعلوم الأكاديمية، لقطعنا شوطاً عظيماً في خلق مجتمع قرآني، وعليه فالأمر يحتاج إلى كثير من بث الوعي، وإعادة ضبط البوصلة نحو أساس العلوم وأجلها، والملائمة بين الدراسات الأكاديمية والقرآنية، لأن القرآن هو أساس مناعة المجتمع من الانحراف.
 
ما هي الصعوبات التي تواجه المدرسين لتدريس المادة القرآنية؟
 
 لا يخفى أن الباحث في مجال القرآن يحتاج إلى العديد من المواد والمقدمات التي تؤهله من فهم المادة القرآنية وهذا واضح في محله، وعليه فمن جاء إلى القرآن لينهل من عذب مائه وهو خال الذهن من المقدمات والأدوات سيجد صعوبة بالغة في فهم الكثير من التفاصيل.

وليس ببعيد أن نقول إن القرآن هو مسرح لتطبيق كل العلوم التي تدرّس في الحوزات، فالإتيان إلى القرآن بخلفية عقائدية لغوية فقهية أصولية أخلاقية، تهّون الأمر، أما النظر فيه من دون هذه العلوم ستجعله صعباً ومقفلاً وهذا ما يميز الدراسة القرآنية عن الدراسة الأكاديمية.
 
ما هو رأيكم حول التكثيف من دورات التفسير حتى يستطيع من خلالها الطالب البحث في العلوم القرآنية؟
 
 لا شك أن البحوث التفسيرية للقرآن الكريم حاجة ملحة وفعلية، إلا أن الحاجز في الانتقال إليها وممارستها في مجتمعاتنا يتوقف على تحصيل حجر الأساس أولاً، فلايمكن الانتقال من مرتبة إلى أخرى من دون تحصيل المرتبة السابقة، لذلك نجد اليوم أن كل التركيز منصب على الحفظ والتلاوة والتصحيح، هذه الأمور هي العرش بالنسبة للتفسير ولا يمكن الوصول إلى النقش إلا بعد تثبيت العرش.
مهمة تدريس القرآن تحتاج إلى إتقان التجويد والحفظ والتلاوة
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha