وأشار إلى ذلك، الأكاديمي المدرس لمادة الدراسات الدينية في جامعة "ماكماستر" الكندية ومؤلف كتاب التشيع في أمريكا، البروفيسور "لياقت تكيم" في حديث خاص لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية قائلاً: بأن الاعتقاد بظهور المنجي في آخر الزمان ليس اعتقاداً إسلامياً شيعياً فحسب.
وأشار إلى اعتقاد المسيحيين واليهود بظهور المنجي في آخر الزمان، قائلاً: "اليهود يؤمنون بظهور المنجي من أبناء النبي داوُد (ع) وسيحارب الأعداء في آخر الزمان وسوف يقوم بإنشاء حكومة على أساس السلام والسعادة".
وأردف الخبير الإسلامي مبيناً: "لدى المسيحيين أيضاً يوجد معتقد ظهور المنجي في آخر الزمان وكان أساس الاعتقاد من اليهودية التي كانت تؤمن بظهور المسيح المنجي قبل أن يتبيّن أن المُنجي هو سيدنا عيسى (ع)".
وتطرق الأكاديمي الكندي إلى أبرز صفات الحكومة التي سينشأها الإمام المهدي (عج) بعد ظهوره قائلاً: "القرآن الكريم يتحدّث عن هدف الحكم المنشود ويشير إلى أن العدل والمساواة هما الغاية للحكم "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ" (النحل / 90)".
وفي معرض حديثه عن غاية الحكم المنشود أشار إلى الآية الخامسة من سورة القصص المباركة "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين".
وحول ضرورة نبذ الشبهات والشكوك في ظهور الإمام المهدي (عج) قال: "أعتقد أن هذا الأمر بحاجة أولاً إلى أن نعرف أن عقيدة ظهور المنجي ليست خاصة بالشيعة فهي عقيدة سائدة عند المسيح واليهود كما توجد لدى أهل السنة أيضاً بفارق صغير وهو أن أهل السنة يؤمنون بأن المنجي سوف يولد بينما الشيعة يؤمنون بأنه متولد وسوف يظهر".
وتطرق إلى أسباب الترديد في وجود المهدي (عج) لدى البعض، قائلاً: "من أسباب التشكيك هو أن البعض يتساءل كيف لشخص لا نراه أن يكون حياً فيعتبر القرآن الكريم عيسى (ع) حياً وأيضاً يصف إدريس بأنه حي ومن جانب آخر نعتقد بأن الشيطان حي ونحن لا نراهم جميعاً إذا ليس بالضرورة ما لم نراه غير موجود بل قد يكون موجوداً دون أن نراه."
وأشار الأكاديمي لياقت تكيم، إلى السبيل نحو التمهيد إلى ظهور الإمام الموعود قائلاً: "قبل كل شيء علينا أن نقوم بإصلاح أنفسنا كـ بشر لنستعد لاستقباله كما يجب أن نجاهد في مكافحة الظلم والاضطهاد".
وتجدر الاشارة الى أنه ولد "لياقت تكيم" في مدينة "زنجبار" بتنزانيا، وتخرج من جامعة لندن عام 1978 للميلاد في فرع الاقتصاد بدرجة البكالوريوس، ثم درس في فرع تاريخ الأديان بجامعة "فرجينيا" الأمريكية. وفي عام 1983 أكمل دراسته في مرحلة الماجستير في هذه الجامعة برسالة بعنوان "بحث في عقيدة المخلص الموعود في الإسلام". وفي العام نفسه قدم إلى الحوزة العلمية في مدينة "قم" الايرانية، وانخرط في الدراسة والبحث في مجال الفقه الشيعي وعلم الحديث والرجال والتفسير والأصول والأدب العربي. وبعد ذلك بعامين، ذهب إلى إنجلترا ودرس تاريخ الأديان. وفي عام 1990 للميلاد حصل على درجة الدكتوراه من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) التابعة لجامعة "لندن".