وقال عضو مجلس خبراء القيادة في إیران وأستاذ الحوزة العلمية "آية الله الشيخ عباس الكعبي" في محاضرة رمضانية ألقاها في الحلقة الثالثة من سلسلة حلقات "الصيام وتزكيه النفوس" الخاصة بوكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) التي تم تسجيلها بمناسبة شهر رمضان المبارك إن الشهر الفضیل هو شهر الجهاد والتضحية والفداء في سبيل الله، مصرحاً أن الحياة الطيبة تتحقق من خلال الجهاد في سبيل الله بحيث لايمكن لمسلم يشعر بالمسؤولية تجاه الاسلام والمسلمين أن يشتغل بالعبادات الروحية فقط ويظنّ أنه من خلال العبادات الروحية في شهر رمضان يتمكن أن يتقرب الى الله.
فيما يلي نصّ المحاضرة الرمضانية الثالثة لآية الله الشيخ عباس الكعبي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
من الأمور المهمة التي ينبغي أن نلتفت إليها في قضية صناعة الأمة والسلوك إلى الله تبارك وتعالى هي توظيف الليالي الرمضانية للنهوض وإستعادة حياة الأمة عملاً بالآية الشريفة (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).
وتحقيق الحياة الطيبة هو أمر الجهاد في سبيل الله بحيث لايمكن لمسلم يشعر بالمسؤولية تجاه الاسلام والمسلمين أن يشتغل بالعبادات الروحية فقط، ويظنّ أنه من خلال العبادات الروحية في شهر رمضان يتمكن أن يتقرب إلى الله ثم يترك أمر الجهاد.
خاصة وأن الأمة الان في حالة الجهاد وتحولت حالة الجهاد بعد عملية طوفان الاقصى إلى حالة جهاد الأمة وتوظيف جميع إمكانيات الامة في مواجهة الكيان الصهيوني وفي مواجهة أمريكا الذي يبتعد عن الشؤون السياسية الشرعية والذي يبتعد عن الشعور بالمسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، حتى لو كان هذا الحضور في ليلة القدر هو بعيد عن الأجواء النورانية لشهر رمضان.
هذه الأجواء النورانية تحصل من خلال تسجيل موقف مع المجاهدين ومن أجل مواجهة العدو ومن أجل صناعة القوة للاسلام، هذا الحديث معروف "فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلّاً في نفسه، وفقراً في معيشته، ومحقاً في دينه"، في زمن الجهاد اذا كانت الأمة تترك الجهاد فيمحق دين الامة حتى لو حضرت المساجد وصلّت وصامت وأحيت ليلة القدر وان أبناء الأمة حتى لو قالوا مئة مرة (سُبْحانَكَ يَا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يَا رَبِّ).
ولا ينفع هذه الأمة هذه الأدعية وهذه المناجاة وهذه التوسلات لو لم تنهض في سبيل الله ولم تجاهد، الجهاد يعني بذل جميع طاقات الأمة الروحية والعاطفية والإعلامية، والثقافية، والسياسية، والدبلوماسية، والمالية، والإجتماعية من أجل مواجهة أعداء الامة(أمريكا والصهيونية) ومن أجل اعلاء كلمة الله تحت ظل قيادة حكيمة شرعية كقيادة الامام الخامنئي (حفظه الله).
فإن الذين يظنّون أنهم من خلال الصلاة والصوم وحده ومن خلال إحياء ليلة القدر يستطعيون أن يتقربوا إلى الله من دون أن يكون قلبهم مع الجهاد والمجاهدين فهم خاطئون من أصبح ولا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم، معركة (بدر الكبرى) وقعت في شهر رمضان ومن هذا المنطلق شهر رمضان الجهاد والتضحيه والفداء في سبيل الله، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق...