
وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع عالم الدين البحريني سماحة الشيخ "محمد القطري" حول المحاضرات التفسيرية والختمات القرآنية التي تقام خلال
شهر رمضان المبارك في مساجد البحرين ومدى استقبال المواطنين من هذه النشاطات القرآنية.
المحاضرات التفسيرية في المساجد
وفي هذا الاطار، قال الشيخ "محمد القطري" إنه يحرص الكثير من العلماء والخطباء على إنطلاق محاضراتهم التوعوية في شهر رمضان المبارك من القرآن الكريم والسنة المطهرة، كما يخصص البعض منهم أوقاتاً للمحاضرات التفسيرية بعد صلاة الظهر والعصر، مبيناً أن هناك إقبالاً كبيراً على المحاضرات التفسيرية في مساجد البحرين خلال الشهر الفضيل.
وأضاف أنه لابدّ أن لا نغفل عن قراءة القرآن الكريم في المنازل، وكذلك الاستماع ومشاهدة المحاضرات الدينية في أجواء عبادية واجتماعية فريدة مفعمة بالمعنوية.
رمضان في البحرين يتخذ الطابع الاجتماعي أكثر من الطابع المؤسساتي
وفي معرض حديثه عن تنظيم الختمات القرآنية في المعاهد والمؤسسات التعليمية بالبحرین خلال الشهر الفضيل، قال الشيخ "محمد القطري": "تتخذ مناسبة شهر رمضان والأعمال العبادية في البحرين الطابع الاجتماعي أكثر من الطابع الرسمي والمؤسساتي، فحتى المؤسسات والجمعيات والمعاهد الدينية بل حتى الجهات الرسمية تتخذ الطابع المحلي الاجتماعي في برامجها الرمضانية وتتحرر من القيود الرسمية، والتي تتنوع بين الأمسيات الثقافية واللقاءات والزيارات الاجتماعية الودية، وطبعاً للقرآن الكريم وتلاوته وبيان معارفه حصة الأسد من ذلك".
وأضاف: "بل تتمحور كثير من المظاهر حول القرآن فهو زهو هذا الربيع وجماله. وهنا لابدّ من تفصيل برامج القرآن الكريم، حيث بالإضافة إلى المساجد والحسينيات تفتتح الكثير من البيوت أبوابها أمام الناس للتزاور والتفاعل مع القرآن الكريم في مايعرف بـ (مجالس القرآن الرمضانية)، هذه المجالس والتي يفوق عمر بعضها في بعض البيوت 100 عام وأكثر كامتداد لعادة متناهية في القدم من إقامة هذه المجالس، إذ يتم ختم القرآن الكريم مرة أو مرتين في الشهر الكريم، فتقرأ بعض هذه المجالس جزءا من القرآن وتقرأ بعضها جزئين ليلياً".
وأشار إلى أنه عادة ما يكون هناك قارئ خاص في المجلس هو الذي يتولى مهمة القراءة بينما يقوم الحضور بمتابعته والتلاوة معه أو بشكل منفرد، وأما بعض المجالس فتتيح المجال لكل من أحبّ القراءة والمساهمة في التلاوة الجهرية التي يستمع إليها الآخرون، وقد تخصص بعض المجالس غرفة أو مساحة للقاءات الاجتماعية والحوارات بعد المجالس القرآنية أيضاً".
طريقة ختم القرآن
وقال الشیخ محمد القطري: "أما طريقة الختم، فهي طريقة خاصة حيث بعد ختم القرآن الكريم بكامله تتم قراءة مجموعة من السور بطور خاص ويردد الناس بعد كل سورة منها قولهم:"سبحان الله، والحمد لله، ولا إله الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد" بلحن جماعي خاص أيضاً,. بعدها يوضع ما تيسر من السحور والولائم".
وأكد أنه تبلغ هذه المجالس حدّاً من الانتشار حيث يصل بعضها إلى عشرات المجالس في قرية أو منطقة لا تتجاوز بيوتها المئات مثلاً.
وأضاف أنه "إلى جانب هذا الجو، تقوم المؤسسات والمراكز القرآنية بجهود مكثفة في شهر رمضان المبارك، حيث تكثف برامج الحفظ وتعليم التلاوة، كما تقام الأمسيات القرآنية عبر جدول يستوعب الكثير من المناطق بحيث تتنوع الفعاليات على طول الشهر الفضيل، والجدير بالذكر أنها لاتقتصر على التلاوة بل تشمل المسابقات القرآنية على مستوى التلاوة والمعارف إضافة إلى محاضرات في التفسير وعلوم القرآن والاستلهام من الكتاب الكريم لما تحتاجه الحياة من تعاليم وإرشادات".
كيفية استقبال شهر رمضان في مساجد البحرين
وفي معرض ردّه على سؤال حول كيفية استقبال شهر رمضان في مساجد البحرين، قال الشيخ محمد القطري: تستقبل المساجد في البحرين الشهر الفضيل باستعدادات مبكرة جداً حيث تبدأ أجواء شهر رمضان بالدخول إلى المساجد وبرامجها منذ شهر رجب الأصب كأول الأشهر العبادية الثلاثية الفضيلة رجب وشعبان ورمضان، ثم تتصاعد البرامج العبادية والروحية أثناء شهر شعبان المعظم عبر تلاوة المناجاة الشعبانية وصولاً إلى الأسبوع الأخير من شعبان والذي تنطلق فيه حزمة من البرامج الروحية ضمن موسم عبادي يشمل مساجد جميع المناطق أطلقه المجلس العلمائي في البحرين منذ ما يقارب العشرين سنة تحت إسم (أسبوع نداءات التوبة).
وأضاف أنه في نهاية هذا الأسبوع يتم تنظيف المساجد وإعدادها لاستقبال الأفواج الاستثنائية من المصلين، ولتقديم الإفطار ليلياً في الكثير من المساجد وكذلك لبرامج تلاوة وختم القرآن الكريم والتي تحتاج إلى كلام خاص في كيفيتها.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: