ایکنا

IQNA

رئيس مركز "حوار الأديان والثقافات" في نداء الى بارولين :

تحقق الوحدة من خلال تعميق الدراسات الإسلامية والمسيحية وتثبيت معالم محور المقاومة

6:49 - June 27, 2024
رمز الخبر: 3496015
بيروت-إكنا:وجه رئيس مركز "حوار الأديان والثقافات" في لبنان علی السيد قاسم" نداء،  إلى بيترو بارولين موکدا علی ضرورة تحقق الوحدة من خلال تعميق الدراسات الإسلامية والمسيحية وتثبيت معالم محور المقاومة.

وجه رئيس مركز "حوار الأديان والثقافات" في لبنان وعضو الهيئة الحبرية العالمية الاسلامية المسيحية في الفاتيكان السيد الدكتور "علي السيد قاسم" نداء،  إلى الضيف الكريم في لبنان الرسالة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال "بيترو بارولين" الموقر". استهله بالآية القرآنية:
بسم الله الرحمن الرحيم

{‌قُلْ ‌يَا أَهْلَ ‌الْكِتَابِ
 ‌تَعَالَوْا ‌إِلَى ‌كَلِمَةٍ ‌سَوَاءٍ}
ورد في الانجيل المقدس؟ في البدء كان الكلمة، والكلمة كان مع الله، وكان الله، وكان الكلمة الله؟
من كلام للحبر الأعظم البابا فرنسيس
 {بقدر ما نسمح لكلمة الله بأن تؤثّر فينا، سننجح في اختبار رحمته المجّانية لنا}
يُسعدني أن تكون الكلمة رسالةً نابضةً من مشاعرِ  تقرّبُ القلوب لأن الآذان الّتي تُخبّئ الأصوات صمّاء والأفواه الّتي تسكت ولا تصرخ بكماء والعيون الّتي تنظرُ ولا ترى عمياء!!
نحن الصّوت الّذي يُدوّي للسّلام
والأفواهٍ التي  تُناجي  السّماء  بالوئام وترفع شعار الحرّيّة لبلد تمخر في سفينة بحره الأكوان ويبقى الأمل معلقًا في غيمةٍ يرتقي بين أناملِها الأثيريّة كتابان الإنجيل والقرآن.
غبطة الكاردينال الموقر قدومك الينا يحملُ غصنَ زيتونٍ فيه حمامةٌ بيضاء تجوبُ سماءَ وطني النهائي لبنان الرسالة".

أضاف :"قلتها يوما في إحدى لقاءاتي مع غبطة البطريرك الراعي في بكركي وأمام نخبة من أهل الفكر والحوار أن قيمة لبنان تكمن في ميزانه الذي أحد كفتيه الحوار والأخرى المقاومة  وبدون أحدهما لا خلاص للبنان من الاحتلال الفكري أو الصهيوني لأننا لو احتلت أرضنا وسلبت خيراتنا وقتل شعبنا فما قيمة الحوار ومع من  نتحاور؟
ولو انتصرنا وحققنا الانجازات ولم نتحاور فكيف نبني وطنا وكيف تبنى دولة المؤسسات ؟
هذه المعادلة التي زرع بذورها إمام الوطن والحوار والقائد المؤسس لمواجهة الاحتلال السيد موسى الصدر الذي حضر في الكنائس وانشأ وثيقة حوار تحفظ لبنان وتعدديته وتدعو إلى تكريس الطوائف كقيمة حضارية وتنبذ الطائفية المقيتة وتجعل من لبنان بلد الرسالة على حد تعبير الحبر الأعظم بلد الفسيفسائية الجميلة الذي معه نعيش معا ونصنع الانجازات معا ونحقق مشروع الدولة بعيدا عن الكيديات السياسية والعصبيات الطائفية ليكون لبنان بلدا نهائيا لجميع أبنائه سيدا حرا مستقلا".
  
وتابع :"حينما ذكرت هذا الكلام في محضر غبطته قابلني بالابتسامة ونظرة الاعجاب فما عدا مما بدا وما الذي صرفه عما كان عليه يوما !؟

غبطة الكاردينال الموقر ندائي اليك في رسالتين :
الرسالة الاولى تحمل تعريفا واضحا لا لبس فيه حول مفهوم المقاومة التي  وصفها البعض أنها إرهاب لأقول :
المقاومة ردة فعل طبيعية على الظلم والاستبداد والهيمنة والاحتلال، وهي ليست هواية من أجل حمل السلاح، بل هي وسيلة ناصعة لتحقيق اهداف العزة والكرامة لشعبنا واهلنا والسيادة والاستقرار لوطننا العزيز لبنان الذي اراده البعض ذليلا امام الكيان الصهيوني الغاصب  ونحن اردناه شامخا وذات عنفوان.
هي مقاومة من كل الطوائف وتتعدد أشكالها من قتال مسلح إلى مقاومة في الفكر والحوار والسياسة والاجتماع .
مقاومة بلدي لبنان الرسالة حررت الأرض ولم تحكم، قدمت خيرة قادتها وشبابها ولم تأخذ، أعطت لله وللوطن، بذلت الغالي والنفيس وعينها على الوطن ليس طمعا بكراسيه بل حفاظا على تعدديته الجميلة ووجهه الحضاري في الشرق الاوسط .

الرسالة الثانية : نتوجه معكم بدعوة صادقة من أهل الارض لرب السماء، من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين، ونعتبر قدومكم الينا قيمة حوارية للتعاون كي نمد جسور العمل  بنوايا شفافة من أجل إنقاذ لبنان بلد العيش المشترك والطوائف المتعددة ولنحافظ على نعمة لبنان المتنوع بحضوره ودوره الريادي في الشرق الأوسط ، وإبعاده عن شبح الطائفية المقيتة التي أفرزت المصالح الشخصية والاحقاد الدفينة.
 
ونتوجه من خلالكم إلى القادة الدينيين في بلدي لنقول  تعالوا ولبوا نداء الانسان المعذب في لبنان وحافظوا على ما تبقى من هذا البلد، أما آن الأوان لنبتهل إلى الله المتعال ونرفع أيدينا إلى السماء ونصرخ بنداء الأرض والسماء من أجل إنقاذ لبنان وطن الرسالة؟.
 
نحن نعيش اليوم إشكالية في تقديم الخطاب الديني الإعلامي المعاصر الذي تستغله قوى الإستكبار العالمي ويتجاذب بين الافرقاء في الوطن".

من حقنا أن نطرح المواضيع الخلافية ولنرفع شعار لا مقدسات في الحوار ولنضع على طاولة البحث وبنقاش هادئ بين رجال الدين وأهل الفكر والقلم  من كل الطوائف ولنعتمد توصيل الوجوه الهادئة والمتزنة في طرح الإختلافات بين الطوائف والمذاهب بموضوعية ونقد بناء واحترام المختلف".
 
وختم قاسم نداءه : "ختاما لن ننسى فلسطين القضية المركزية التي هي في حاجة ماسة لوحدة الأمة ولكن السؤال الذي يطرح كيف تتحقق الوحدة من أجل فلسطين في ظل الإنقسام العربي الذي نعيش ؟
تتحقق الوحدة من خلال تعميق الدراسات الإسلامية والمسيحية في الحياة المجتمعية والسياسية وتثبيت معالم محور المقاومة والممانعة..
والعمل على حمايتها من خلال نبذ الفكر التكفيري والتحريضي ونشر التوعية حول الرسالات السماوية وتقبل الاختلافات في العادات المجتمعية وتحول العلاقات السياسية من الهدف الاقصائي والهيمنة المذهبية الى استراتيجية التعاون مع صون القوى.

إن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الاولى ومهد السيد المسيح لن يتم تحريره منفردا فالقدس وبيت لحم وكنيسة القيامة بوصلة تحريرهم موجودة لدى المسلمين والمسيحيين.
والمحور المقاوم كما في العراق وسوريا حافظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية كذلك هو في فلسطين.
 عشتم وعاش لبنان المنتصر بهويته العربية وجناحيه الاسلامي والمسيحي وبسالة مقاومته المدافعة عن حقوقه في كافة الميادين".

captcha